تقنية...

نظام جديد يوفر الراحة وتجنب حوادث السير

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبات مصممو شركة بوش الألمانية المعروفة يهدفون إلى الوصول لهذا الحلم من خلال تطوير منظومات الراحة والأمان الحالية، إذ تعمل الشركة بفعالية باتجاه تحقيق هذا الهدف من خلال تطوير منظومات أمان استباقي. فقد قدمت الشركة عدداً من تقنيات مساعدة السائق التي تضمنت تطويرات على برنامج الاتزان الإلكتروني الذي سيطلق في الأسواق العام المقبل

(يسمح بإضافة العديد من وظائف الكبح الكهروميكانيكي دون الحاجة إلى تحويرات مكلفة في المنظومة الكهربائية للمركبة)، وكذلك ابتكار منظومات مساعدة للسائق أخرى مثل الركن شبه الأوتوماتيكي والتحكم المتكيف بالاجتياز عند الإشارات المرورية، والتمييز الفيديوي للطريق، وغيرها من منظومات الأمان الاستباقية.

قول برنارد بوهر رئيس مجموعة السيارات في الشركة إن فكرة السيارة الحساسة في الطريق تتجه إلى التطبيق حيث إن مبيعات منظوماتنا المساعدة للسائق تنمو بحدود 15 بالمئة كل عام. وبحلول العام 2010 ستكون مبيعات مثل هذه المنظومات في حدود 500 مليون يورو في أوروبا وأكثر من مليار يورو في جميع أنحاء العالم.

ويبدو أن بوهر واثق من النجاح التجاري لهذه المنظومات، حيث يقول: إنها توفر للسائق قدرة إضافية مجانية ومباشرة من ناحية الأمان والراحة، وذلك سيجعل العديد من هذه المبتكرات تساعد على توفير رؤية كاملة مكافئة لما يحيط بالسيارة، وعلى حد قول راينر كالنباخ نائب الرئيس التنفيذي لإلكترونيات السيارات في الشركة والمسؤول عن وحدات التحكم وأشباه الموصلات ومنظومات مساعدة السائق ستكون المركبات المقبلة مجهزة بمتحسسات تستطيع إدراك وتفسير البيئة، والتعرف بسرعة على المواقف الخطرة، وإسناد السائق من خلال تسريع استجابة منظومتي التوجيه والكبح.

وكانت بوش قد أنتجت مسبقاً منظومتي مساعدة للسائق للرؤية الأمامية. وباستخدامهم للمنظومة القصيرة المدى للمساعدة على الركن ومنظومة التحكم المتكيف بالاجتياز الطويلة المدى كمنظومات أساسية فإن مهندسي الشركة يطورون حالياً منظومات مساعدة أخرى بقدرات أكبر.

مساعد الركن فالجيل التالي من منظومة المساعدة على الركن شبه الأوتوماتيكية والتي ستنتج عام 2007 في التطبيقات الخاصة بالسوق الأوروبية سيستعمل متحسسات فوق صوتية مثبتة على جوانب المركبة لقياس طول الفراغ المتبقي لركن السيارة عند مرور السيارة. وهي فكرة تشبه المبدأ المستعمل في سيارة بريوس اليابانية التي تنتجها تويوتا،

لكن تحسسات فوق صوتية (تحتوي بريوس على متحسسات بصرية) والمزيد من الأتمتة في صيغها الأكثر تطوراً. حيث يقوم مساعد الركن بسرعة بقياس المدخلات المطلوبة لتوجيه السيارة بأمان إلى الفراغ المتوفر وتقديم هذه المدخلات إلى السائق إما بصرياً أو صوتياً. وفي ابتكار أكثر تطوراً يدعى منظومة التحكم الخاصة بتوجيه الركن يتم التعامل مع المدخلات بواسطة منظومة التوجيه الهيدروليكية ذات التحكم الإلكتروني.

تخطط شركة بوش لزيادة مدى سرعة منظومة التحكم المتكيف بالاجتياز من 30 كم في الساعة إلى التوقف التام، وتسليط الكبح أوتوماتيكياً إذا كان ذلك ضرورياً. وهذه التطويرات ستصبح ممكنة دون الحاجة إلى تعديلات في المعدات (المتحسسات) لأن ذلك سيتم من خلال تغيير برنامج المنظومة فقط، ويقول لكالنباخ عندما تبطئ السيارة التي أمام سيارتك سيتم تنبيهك ولكن يجب أن تتخذ الخطوة التالية بالضغط على مفتاح التحكم المتكيف بالاجتياز أو بالضغط قليلاً على دواسة البنزين.

وسيتم إنتاج هذه المنظومة عام 2006 وهي ستكون مفيدة بشكل خاص أثناء الزحام الكثيف والبطيء الحركة.

تصوير الفيديو

تعتقد بوش أن المتحسسات الفيديوية (إضافة إلى المتحسسات فوق الصوتية والرادار) والتي ستظهر في منظومات مساعدة السائق المستقبلية ستلعب دوراً مركزياً في تفسير المعلومات البصرية، وأنها ستقدمها قريباً من خلال عدد من الوظائف الجديدة. ويقول كالنباخ على سبيل المثال، فإن بوش تطور منظومات لتمييز الطريق معتمدة على كاميرا فيديوية مثبتة في المقدمة. وقد تستخدم الكاميرا لوظائف أخرى مثل الرؤية الليلية، وتمييز الطريق وإشارات المرور وكذلك المركبات الأخرى، أو التعرف على العوائق التي تظهر في الطريق.

أما الخطوة التالية للوصول إلى أمان أكبر فهي ظهور منظومات يمكن أن تساعد السائقين في تفادي الحوادث. إذ يقول كالنباخ أظهرت الدراسات أن قرابة 60 بالمئة من التصادمات الحاصلة من الخلف وتقريباً ثلث التصادمات الحاصلة من الأمام ما كانت لتحصل لو كان السائق قادراً على الاستجابة بوقت أبكر بنصف ثانية، فثلثا التصادمات الحاصلة للنهاية الخلفية للسيارة ناتجة عن الإهمال أونقص الانتباه وفي20 بالمئة من الحالات كانت القيادة بمسافة قليلة عن السيارة التي في الأمام هي العامل المسبب للتصادم.

وتهدف بوش إلى منع التصادم من الخلف بالمزيد من التطويرات في منظومات مساعدة السائق والتي صممت أساساً على شكل ما يسمى بمنظومات الأمان الاستباقي.

التطور الأول كانت ابتكار مساعد الكبح الاستباقي والذي ظهر لأول مرة عام 2005 من خلال مركبة أودي A6 فإذا ما تعرف رادار التحكم المتكيف بالاجتياز على حالة حرجة، فإن وسائد الكبح تتحرك لتكون أقرب من أقراص الكبح استعداداً لكبح طارئ بغية كسب أجزاء ثمينة من الثانية للحصول على استجابة أسرع.

التطور الثاني سيزيد من المدى الوظيفي لمساعد الكبح الاستباقي إلى التنبيه الاستباقي بالاصطدام لتنبيه السائق بشكل أسرع من موقف حرج ليسمح برد فعل أسرع أملاً في تفادي التصادم. وعلى سبيل المثال قد تنبه منظومة التنبيه الاستباقي بالاصطدام السائق بضغطة صغيرة على المكابح وتفعيل منظومات الحماية العكسية مثل مشدات أحزمة الأمان الكهربائية. وستنتج بوش مثل هذه المنظومة العام المقبل.

أما مرحلة التطور الثالثة لمنظومة الأمان الاستباقي فهي ظهور منظومة كبح الطوارئ PEB والتي ستساعد على استخدام المتحسسات الفيديوية إضافة إلى الرادار البعيد المدى بإطلاق كبح أوتوماتيكي للطوارئ في الظروف البالغة الخطورة. هذه الوظيفة قد تفعل فقط إذا لم يستجب السائق بشكل كاف لتنبيه سابق وإذا لم يكن بالإمكان تجنب الاصطدام. وذلك يسمح بتخفيض قوة الاصطدام إلى حد ما، وتخطط بوش لتوفير مثل هذه المنظومات ابتداءً من عام 2009.

ويقول كالنباخ: إن منظومات الأمان الاستباقية يمكن أن تساعد على تخفيض عدد ضحايا حوادث السيارات بنسبة 35 بالمئة، في حين ستنخفض تكاليف أضرار الحوادث على الاقتصاد بنسبة 45 بالمئة.

والهدف الأقصى لشركة بوش كما هو حال الآخرين في هذه الصناعة هو الجمع بين المنظومات الفعالة والآمنة. وستحتاج منظومات الأمان الاستباقي ربطاً قوياً بين الاثنين إذا ما كانت هنالك رغبة في الحصول على أقصى فائدة منها، وهو الهدف الذي كانت ترجو الشركة الوصول إليه عندما بدأت برنامجها المسمى ببرنامج (الأمان الفعّال والسلبي المزدوج). ويقوم مهندسو شركة بوش حالياً باستكشاف مزيج من برنامج الاتزان الإلكتروني ومساعد الكبح والتحكم بالمحددات، لتحسين الأمان بشكل ملموس.

وعلى سبيل المثال قد يميز برنامج الاتزان الإلكتروني مواقف من المحتمل أن تؤدي إلى حوادث مثل صعود التلال ببطء أو الهبوط من التلال أو كبح الطوارئ ويرسل إشارة لشد حزام الأمان. وقد تساهم متحسسات أخرى لمنظومة مساعدة السائق في أمان الركاب عن طريق حساب توقيت الاصطدام المتوقع وتحديد السرعة النسبية لمركبة أخرى، تلك المعلومات قد تستخدم لإطلاق منظومات حماية مناسبة لكل موقف.

وفي نهاية المطاف، فإن مهندسي بوش يعتقدون أن منظومات الأمان الفعال والسلبي المزدوج سوف لن تكون قادرة فقط على منع أو تقليل التصادمات في مقدمة السيارة بشكل كبير ولكنها ستساعد بفعالية في حماية السائق أثناء المواقف التي قد تقود إلى تصادم من الجانب أو الخلف أو التصادمات المتعددة أو الانقلاب

Email