ونحن على بعد أسبوع من «يوم زايد للعمل الإنساني» الذي يصادف 19 رمضان من كل عام، ولأننا في عام 2025 الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، «عاماً للمجتمع» تحت شعار «يداً بيد»، في لفتة وطنية تعكس رؤية قيادة حريصة على بناء مجتمع متماسك ومزدهر ويتحلّى بمسؤولية «الجميع عن الجميع»، فإننا في هذا المقام نستذكر رؤية خالدة للمغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإرثاً إنسانياً لخير لا ينضب لشعوب العالم.

ذلك ما نستشفّه من أقوال لا يزال يتردد صداها، فهو القائل، رحمه الله: «إن بناء الإنسان في المرحلة المقبلة ضرورة وطنية وقومية تسبق بناء المصانع والمنشآت، لأنه دون الإنسان الصالح، لا يمكن تحقيق الازدهار والخير لهذا الشعب.. علينا أن نُنوّع مصادر دخلنا وأن نبني المشاريع الاقتصادية التي تؤمّن لأبناء هذه الدولة الحياة الحرة الكريمة والمستقرة.. الغني يجب أن يساعد الفقير، والله العلي القدير منحنا هذه الثروة لتطوير بلادنا، وفي الوقت نفسه، للإسهام في تطوير الدول الأخرى.. إن عملية التنمية والبناء والتطوير لا تعتمد على مَن هم في مواقع المسؤولية فقط.. إننا نؤمن بأن خير الثروة التي حبانا الله بها، يجب أن يعم أصدقاءنا وأشقاءنا».

ولأن «عام المجتمع» يهدف إلى تشجيع كل من يعتبر دولة الإمارات وطناً له، على الإسهام الفاعل في رفاهية المجتمع من خلال الخدمة المجتمعية، والتطوع، والمبادرات المؤثرة التي تُرسّخ ثقافة المسؤولية المشتركة وتدفع عجلة التقدم الجماعي، فقد وجب على الجميع أن يبادروا بالعمل لغد أفضل.. وعليهم أن يتخذوا من الفكرة نهجاً وسلوكاً وأسلوب حياة، وأن يتبنّوا الأفكار التي تُعلي شأن العمل الإنساني وتخدم المجتمع.

للمجتمع علينا حق وواجب وفضل كبير، وهذا الواجب يلزم أن نؤديه في يوم زايد للعمل الإنساني وفي عام المجتمع، وأن نقتدي به في كل يوم وعام، فذلك ما قصده زايد، رحمه الله، حين قال: «خير الثروة التي حبانا الله بها يجب أن يعم»، وهذا هو المعنى الفعلي لشعار (يداً بيد) ولمبدأ (الجميع مسؤول عن الجميع).. رحم الله والدنا الشيخ زايد، وحفظ الله قيادة مدّت الخط على استقامته، على نهج زايد.