سياسة حافة الهاوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمتلك الاتحاد الأوروبي تاريخاً من الخروج من الأزمات، في الوقت الذي تبدو فيه القضايا العالقة كأنها باتت محسومة، فقد توصل اليونان إلى هذه الحالة قريباً، وقد يكون هناك مؤشر على ذلك الأمر يتمثل في أن الحكومة اليونانية تستعد لدفع 200 مليون جنيه استرليني إلى صندوق النقد الدولي، قبيل لقاء وزراء مالية منطقة اليورو، على الرغم من أن هذا لا يعني انفراجة وشيكة.

ودار صراع حاد بين حكومة الكسيس تسيبراس ودائنيها الأوروبيين لثلاثة شهور بشأن خطة الإنفاق من أجل الاصلاح التي من شأنها منح اليونان 7.2 مليارات يورو كأموال للإنقاذ تحتاجها لتسديد ديونها، واستمر التوتر حتى تعثرت اليونان وخرجت من منطقة اليورو لتوصف، أخيرا، بأن خروجها أهون الشرين مقارنة بعدم اليقين الحالي، على أمل أن الطرف الآخر سيخسر أولا.

التمويل العام في اليونان في حالة حرجة، وقد خفضت توقعات النمو في البلاد. وبالرجوع إلى موسكو فإن خطة الانقاذ لم تكن خيارا حقيقيا، لذا فإن تسيبراس يواصل مواجهة مهمة شاقة تتمثل في ضرورة تحقيق توازن بين التوقعات الديمقراطية (هكذا وعدت حملته) والحقائق الأوروبية.

ولم يساعد ذلك الأمر المفاوضات التكتيكية للحكومة اليونانية التي كان ينظر اليها على أنها تمثل الأغلبية الساحقة، وأصبح ينظر اليها الآن على أنها تتصل أكثر بالمواقف والمحاضرات مقارنة بالجهوزية لإيجاد تسوية.

ويؤمن سيريزا بأن الانتصار الانتخابي في يناير الماضي سيأخذ أوروبا نحو منحى جديد ضد التقشف، الذي لم يحدث، وعلى النقيض من ذلك، فإن جميع دول الاتحاد الأوروبي شكلت بشكل دراماتيكي حصناً ضد المطالب اليونانية.

 

Email