لملمة شتات ليبيا مجدداً

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر الصبر أداة دبلوماسية ضرورية بالنسبة إلى مفاوض سلام، مثل برناردينو ليون، وهو مبعوث الأمم المتحدة، الذي يحاول إنهاء الصراعات العنيدة في ليبيا، الممتدة لما هو أبعد من حدودها. إنه ليس الصبر لمجرد الانتظار، وإنما يعني أيضاً الصمود لتذكير الأطراف المتصارعة بالإرهاق الذي يقرون به.

لا يحتاج برناردينو ليون للتحدث كثيراً، خلال محادثات السلام، التي تعقد في الدول المجاورة، فالميليشيات المتناحرة، و«الحكومات» في ليبيا المنقسمة على نفسها، سواء الإسلامية، أو العلمانية، أو القبلية، ينفد منها المال أو الدعم بشكل بطيء، وتفتقر للعناصر النشطة في مجال حقوق الإنسان، وللمجموعات المدنية. وعلى الرغم من حيازتها على أكبر احتياطي من النفط في أفريقيا، فقد انخفض إنتاج النفط في ليبيا بنسبة تزيد على80%. ولم يعد الدعم الأجنبي للميليشيات مؤكداً، والمطارات مغلقة، وتزداد الحياة اليومية صعوبة بالنسبة إلى تلك الدولة الواقعة في شمال أفريقيا. تظهر حقيقة انضمام الأطراف الرئيسة في المفاوضات السياسية، بقيادة الأمم المتحدة أن هذه الأطراف المتصارعة متعبة للغاية من المعاناة لدرجة استعدادها للسلام والأمل بغد أفضل.

وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، عقب لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما، أخيراً، لمناقشة إيجاد رد فعل منسق لحالة الفوضى: «إذا لم تبادر القبائل بتحقيق السلام في ليبيا، فلن يقوم أحد بذلك في المستقبل».

وكما حدد مبعوث الأمم المتحدة، فإن الأمل يكمن في تقديم الأطراف المختلفة قدراً كافياً من التنازلات لتشكيل حكومة وحدة وطنية ديمقراطية تؤدي للسلام. وكما يعرض ليون محنة ليبيا وتعهداتها بصورة متأنية وصبورة، فقد يكون قادراً على العثور على توافق للآراء بشأن خريطة طريق تعيد النظام. وتمثل الحرب الأهلية في ليبيا تحدياً للنظام الدولي، من خلال كونها دولة فاشلة تحولت إلى نقطة انطلاق للإرهابيين واللاجئين للغرب، إلا أن الحرب الأهلية، أيضاً، تعد بمثابة تحد لفكرة أنه يمكن كسب كل حرب.

 

 

Email