علاقة اليونان بموسكو

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس من الصعب فهم الأسباب التي اختار بموجبها مكتب رئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس عشية اجتماعات تسيبراس في برلين، تذكير أوروبا بدعوة رئيس الوزراء اليوناني الدائمة لزيارة موسكو، وأعلن عن زيارة تسيبراس لروسيا قبل شهر تحديداً من زيارته المرتقبة.

في موسكو التقي تسيبراس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أسابيع فقط من نضوب الأموال الآتية من بروكسل، وأشارت تقارير إلى أن روسيا عرضت، أو أنها قد تعرض، خطة انقاذ مالية في حال لم يستطع الاتحاد الأوروبي فعل ذلك. ومن ناحية توقيت الرحلة أو الهدف المنشود، فإن اليونان توجه نداء إلى أوروبا وبخاصة إلى ألمانيا: احذروا، فاليونان لديها خيار آخر.

 ولن يكون من الصعب على موسكو ايجاد بعض التشابه بين كل من المأزق الذي تعيشه اليونان وأوكرانيا. ومن وجهة نظر الكرملين فإن كلتا الدولتين تعتبران ساحة تشتعل فيها المعارك، فكلاهما تجثم على حافة كتلة تقليدية، وكلاهما على حافة الإفلاس، وفي حال خشيت موسكو فقدانها معظم أوكرانيا، فهل ستمتلك سيناريوهات لإنقاذ اليونان كنوع من التعويض؟

ويعد هذا السيناريو مثيرا للقلق لكثير من الأوساط بما فيها ألمانيا، ففي حال لم تستطع أثينا وبرلين التوصل إلى اتفاقات تسمح لليونان بالبقاء في أوروبا فستتعثر اليونان وستقبل بحزمة المساعدات الروسية.

وستبدأ بداية جديدة على غرار خروج الغرب من العالم الأرثودكسي، بدلا من إبقائها على علاقات ضعيفة مع الجزء الشرقي من الاتحاد الأوروبي. ويتجاهل هذا النوع من التفكير مجموعة من الحقائق أولها وضع روسيا الحالي، وبالطبع فإن لموسكو مصلحة في مغازلة حلفاء محتملين جدد، في الوقت الذي تجد نفسها محتجزة بين كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

إن روسيا تعاني من صعوبات اقتصادية خاصة بها، وذلك جزئيا بسبب العقوبات الغربية وأغلبها بفعل البنى التحتية القديمة وتهاوي أسعار النفط عالميا. والسبب الثاني للتردد هو فكرة العالم الأرثوذوكسي المتماسك، فعلى الرغم من أن اليونانيين والروس هم في الأصل من الأرثوذكس، وعلى الرغم من وجود تقارب ثقافي ديني، إلا أن أي شيء آخر بعيدا عن ذلك يباعد بين كل من اليونانيين والروس.

Email