استراتيجية لندن

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعددت التحذيرات في بريطانيا أخيراً، من الفشل في التصدي لإرهاب المتشددين، وطرح في هذا المجال دليلاً على ذلك شبكات المتشددين غير المألوفة، التي تعمل دونما عائق في الجامعات البريطانية.

حيث يسمح لمروجي الكراهية بالحديث دونما اعتراض، وهناك أيضاً طلاب ينتمون إلى هذا الاتجاه ينتهي بهم المطاف إلى القتال في صفوف المتشددين في الشرق الأوسط. وبالطبع، في صميم هذا المشهد هناك «محمد الموازي» القاتل المتعصب.

ويبدو أن الحكومة البريطانية قد أصغت إلى هذه التحذيرات، حيث أعلن أخيراً عن استراتيجية مناوئة للتشدد، سوف يتم العمل بها، وتشير محتويات هذه الاستراتيجية إلى مراجعة شاملة للطريقة، التي تعاملت بها بريطانيا مع نزعة التشدد، وطريقة مراقبتها لخروج المتشددين للالتحاق بتنظيم «داعش».

في هذا الإطار، سيمنع المتشددون من العمل دونما إشراف مع الفتية الناشئين، وسيتم تدريب العاملين في الموارد البشرية في المؤسسات المختلفة على رصد العناصر المتشددة، وسيكون قبول القيم المدنية جزءاً لا يتجزأ من عملية طلب سمة الدخول إلى بريطانيا.

 والكثير من هذه الأمور يعد من القيم المهمة، ومن المدهش أن الكثير من الأفكار المتعلقة بها لم ينفذ في السابق، فبريطانيا تعد بلداً مفتوحاً ومتسامحاً، له تقاليده في الترحيب بمن يفرون إلى شواطئه، الذين يرغبون في حياة أفضل لأنفسهم، وفي المساهمة في بناء البلد، الذي قدموا إليه.

وباختصار، فإن الحكومة البريطانية يبدو أنها تعمل وفق الخطوط الصحيحة، ولكن الرأي العام بحاجة إلى اطلاعه على بعض التفاصيل، وفي ضوء أنه ستكون هناك معارضة برلمانية مهمة وراء هذه التغيرات تمس بعض الأمور الحساسة، وهذه المقترحات ينبغي أن تكون واضحة كل الوضوح.

واقع الأمر أن هناك مشكلات عملية قد تعرقل بعض جوانب استراتيجية الحكومة البريطانية للتصدي للإرهاب، وعلى سبيل المثال فإن بريطانيا لم تقم بترحيل ألا 12 مشتبهاً بهم بجرائم الإرهاب عن شواطئها في العقد الماضي في ظل قانون الترحيل مع التأكيدات في الفترة نفسها.

 

Email