آفاق السلام في الشرق الأوسط

ت + ت - الحجم الطبيعي

الرأي الذي جرى التوصل إليه على مدى ستة عقود، بأنه لن يتم تحقيق اتفاق سلام في الشرق الأوسط، يظهر أنه لن يكون بالإمكان عقد صفقات سلام إطلاقاً، ما لم يتدخل الرئيس الأميركي باراك أوباما مباشرة في المناقشات الجارية. ومن خلال اجتماعه، أخيراً، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واجتماع مماثل تم التخطيط له في غضون أسبوعين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يحاول أوباما، حالياً، فعل ذلك بالضبط. غير أنه، شأنه شأن أسلافه، يحاول فتح باب يبدو أنه موصد للأبد.

ولأكثر من عام، حاول وزير الخارجية الأميركي جون كيري الضغط على الجانبين للتوصل إلى اتفاقية سلام جديدة. لكن الفكرة تتمثل هذه المرة في وضع اتفاق "إطار عمل" بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، يتم التوصل إليه بحلول نهاية شهر أبريل المقبل. وفي إطار هذا النهج، الذي يختلف بشكل عملي عن "خرائط الطريق" والصيغ الدبلوماسية الأخرى السابقة، التي تعتبر غير واضحة تماماً، سيوافق كل من الفلسطينيين والإسرائيليين على الأهداف العريضة لحل الدولتين بشكل نهائي. وسيتم العمل على التفاصيل الدقيقة لاحقاً، بعيداً عن مرأى ومسمع أضواء وسائل الإعلام.

بيد أنه مع اقتراب الموعد النهائي، فإنه لا توجد علامة على حدوث التقدم، ولا حتى بوادر حسن نية لتبرير قدر قليل من التفاؤل. رئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض، الذي ترددت تصريحاته في خطابه، أخيراً، لجماعة "إيباك" الحزبية الموالية لإسرائيل، ألقى اللوم على الفلسطينيين، كما هو متوقع، وعلى رفضهم الاعتراف بإسرائيل باعتبارها الدولة القومية الشرعية للشعب اليهودي. وعندما يزور محمود عباس البيت الأبيض، في 17 مارس المقبل، فإنه سيسأل الرئيس الأميركي كيف أنه يمكنه توقع تقديم تنازلات، بينما يجري بناء مستوطنات إسرائيلية على الضفة الغربية، وسيزداد تظلم الفلسطينيين المستمر.

أظهرت إحصائيات، أخيراً، أن مثل هذا النشاط، بدلا من أن يتناقص، هو حالياً في أعلى مستوى له في 13 سنة.

إن العقبة السياسية الجديدة المحتملة هي الأزمة في أوكرانيا. فقد يبدو تحقيق السلام في الشرق الأوسط، واستيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم من الأمور التي ليس لها صلة بذلك. إلا أنها ليست كذلك. المواجهة مع الغرب تزيد فقط من احتمال أن تصبح روسيا أكثر عرقلة، سواءً من خلال دعمها للرئيس السوري بشار الأسد، أو في البحث عن اتفاق نووي طويل الأمد مع طهران. وكلا التطورين لن يجعل بنيامين نتنياهو أكثر تقبلا لحل الدولتين مع الفلسطينيين. هنالك عنصر واحد أخير من الرأي الذي تم التوصل إليه بشأن تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وهو استطاعة أميركا فقط، كما يقال، ممارسة ضغط فعال على إسرائيل.

 

Email