رؤية أوباما الجديدة تنتظر التنفيذ

ت + ت - الحجم الطبيعي

ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال أول خطاب عن حالة الاتحاد في فترة ولايته الثانية، أقوى دفاع عن القيم الليبرالية يطرح في هذه المناسبة من قبل أي رئيس، منذ الرئيس الأميركي الأسبق ليندون جونسون. ودافع أوباما عن التقدم في البيئة، والفطرة السليمة في ما يتعلق بالأسلحة، وموقف لائق تجاه الهجرة. وبالنسبة لهذه القضايا، لديه دعم الشعب الأميركي.

نعم، هنالك مشكلات خلفتها سنواته الأربع الأولى، وهي ارتفاع البطالة، والنمو الاقتصادي البطيء. وقد دعا الرئيس الأميركي الكونغرس لسد فجوة ميزانية الدولة طويلة الأمد، من خلال إعادة إصلاح نظام الاستحقاقات، وتبسيط قانون الضرائب، بدلاً من جعل التخفيضات في جميع المجالات، والتي تنقص تدريجياً من عجز الميزانية فحسب. إلا أنه لم يكن واضحاً في ما يتعلق بكيف سيمرر أفكاره، التي تمت إعادة تدوير الكثير منها في فترة ولايته الأولى، عبر "كونغرس" يعيش حالة استقطاب.

العديد من المقترحات التي طرحها الرئيس الأميركي باراك أوباما، وهي مبادرات لتعزيز التصنيع، ودعم البنية التحتية، وتوسيع نطاق الصادرات، وتطوير تقنية الطاقة النظيفة، وتجهيز عمال أميركيين من أجل متطلبات سوق العمل الحالية، وإصلاح نظام هجرة متصدع، ستساعد في بناء قاعدة أقوى للنمو الاقتصادي.

وقد أضاف أوباما عقبة جديدة لعدد من هذه المقترحات، داعياً إلى شراكة في مجالي التشييد والتعليم بين القطاعين العام والخاص، وذلك للحد من التكلفة لدافعي الضرائب.

وجدد الرئيس الأميركي أيضاً دعوته لتخفيض انبعاثات الكربون، مشيراً إلى أنه قد يستخدم بعض رأس المال السياسي في هذه لقضية الحيوية. وقد أيد القيام بخطوات ملموسة لردع العنف المتأتي من الأسلحة، بما فيها حصانات جديدة ضد المبيعات الزائفة التي تسلح المجرمين، كما أعاد تأكيد التزامه بإنهاء حرب أميركا في أفغانستان العام المقبل.

يجب على القادة القيام بأكثر من وضع الأهداف الصحيحة، عليهم إيجاد سبل لتحقيقها. ومسار الرئيس أوباما غير واضح، فخلال فترة ولايته الأولى، تودد لنيل دعم الجمهوريين، وتم رفضه. وخلال خطابه الافتتاحي، اقترح نهجاً جديداً، هو حشد دعم الرأي العام للقيم المشتركة، وتجاوز التحيزات الحزبية. وقد مدد هذا الخطاب هذه الفكرة، إلا أن تحقيقها لن يكون سهلاً.

لقد قام أوباما بنقلة كبيرة بالنسبة للجانب الآخر، من خلال إعلان أنه سيسعى لاتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من أن حزبه قد لا يتحمس لذلك، إلا أنها كانت خطوة ذكية وجريئة.

 

Email