جون كيري وتحدّي الصقور حول سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أول جولة خارجية له في وظيفته الجديدة، تلقى وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري ورئيسه باراك أوباما، صفعة حادة.

فلقد تحولت مهمته في أوروبا والشرق الأوسط، والتي صرح مسؤولوه بأنها ستكون "للاستماع" لأفكار حول ما يجب فعله بشأن سوريا، إلى جهد مذل وإن كان محدود الضرر، حيث رفض الائتلاف الوطني السوري، وهو مجموعة المعارضة التي يدعمها الغرب، اجتماعاً كان مقرراً في روما مع "جون كيري" (قبل أن يتراجع لاحقاً).

ويتهم الائتلاف أميركا وحلفاءها بأنهم ساهموا في تدمير سوريا، من خلال الامتناع عن التدخل عسكرياً، سواءٌ بتسليح الثوار أو من خلال تدخل مباشر كما حصل في ليبيا.

لم تكن إدارة أوباما قد تلقت مثل هذا التحدي من قبل أصدقاء مزعومين، منذ رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وقف توسيع مستوطنات إسرائيل غير القانونية حول القدس الشرقية، رغم اعتماد إسرائيل بشكل كبير على أسلحة وأموال ودعم أميركا الدبلوماسي، لكنها تظل حليفاً عملاقاً لأميركا، مقارنة بالمجموعة المنقسمة على نفسها بشكل كبير، من المنفيين الذين يشكلون الائتلاف السوري المعارض.

ما الذي ستقوم به واشنطن حالياً؟ أوباما، كما نعلم، كان حمامة سلام نسبياً العام الماضي، عندما رفض مقترحات من وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون والجنرال الأميركي ديفيد بيتروس، بمد الثوار بأسلحة أميركية.

وقد بدا أيضاً غير متحيز أخيراً، خلال مقابلة مع مجلة "نيو ريبابلك"، عندما تساءل علناً عما إذا كان باستطاعة الولايات المتحدة "إحداث فرق في سوريا"؟

لكن الصقور في واشنطن لم يستسلموا، حيث نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" أخيراً أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد يحدث انعطافاً في القضية. لذلك كانت هنالك شكوك، منذ البداية، بأن تجاهل الائتلاف الوطني السوري لجون كيري، لم يكن كما بدا عليه، وقد يتم عكسه.

فالبعض من هيئات مختلفة مثل "البنتاغون"، وإدارة الاستخبارات المركزية، ومؤسسات المحافظين الجدد، ما زالوا يرغبون في تعميق الصبغة العسكرية للصراع.

تسليح الثوار لن يقوم بتغيير الوضع العسكري الذي يعتبر في حالة جمود، حيث لن يستطيع الثوار ولا جيش الحكومة تحقيق النصر، إضافة إلى أن المزيد من الأسلحة سيزيد من حدة القتل، ومن صعوبة تقديم مساعدات لملايين النازحين الذين اضطروا للفرار من منازلهم.

ومن الخطر أيضاً وضع مزيد من الأسلحة في أيدي الجهاديين والمتشددين الذين يقومون بمعظم الهجمات، وكذلك يفجرون القنابل التي تقتل المدنيين في مدينة دمشق ومحافظة حلب.

ليس هنالك شك في أنه إذا كان هنالك تغيير في سياسة الولايات المتحدة، فإن النقاش سيتركز على تسليح "المعتدلين"، لكن بوجود فوضى على الأرض، حيث تتنافس مئات الألوية المحلية المتفاوتة على السلاح الأفضل، فإن هنالك القليل الذي يمكن فعله لوقف إرسال الأسلحة الأميركية للمتشددين.

 

Email