أيام قليلة تفصل العالم عن بوابة العام الميلادي الجديد، لكن مع آمال بأن يحمل هذا العام المقترب منا، في طيات أيامه، ما هو أفضل وأجمل، وما يمكن أن يعبد طريق البشرية لعالم أفضل.. عالم خال من كل مصائب وكوارث وأوبئة السنوات والعقود المنقضية.

نحن في هذه الأرض المباركة، في الإمارات والوطن العربي، جزء أصيل وفاعل في هذا العالم الذي يعيش هذه الأيام أجواء أعياد الميلاد المجيد، نشاركه الأمنيات الصادقة للإنسانية جمعاء بالسلام والأمان والخير والمحبة والسعادة.

لقد مضى عام آخر صعب بكل ما حمله من أشياء جيدة وأخرى سيئة، ورغم أنه عام نهاية الوباء، إلا أنه ما زال يشهد أوضاعاً قاسية ومعاناة مؤلمة، في ظل استمرار الحروب والتوترات في غير مكان من هذا العالم.

نطوي هذا العام، وما زال ملايين اللاجئين يعيشون في خيام التشتت، داخل أوطانهم أو خارجها، بل ما زال العديد من الناس يهجرون منازلهم وبلدانهم، وبعضهم بكل أسف وألم تبتلعهم البحار والمحيطات، ويتركون في وجدان أحبتهم الحسرة وألم الفقد والحرمان، كل ذلك بحثاً عن ملاذ آمن ولقمة عيش كريم.

لكننا في هذه الأيام الخاصة، مع أعياد الميلاد وقرب العام الجديد، نأمل ونتشارك مع ملايين القلوب والحناجر التي تلهج بالدعاء بعام جديد أفضل، يطوي صفحة الحروب، وينهي التوترات بكل أشكالها.. ينصف المظلومين ويعيد المشردين والمهجرين إلى بيوتهم، ويلمّ شمل من فرقتهم ظروف الحرب ونيران التوترات والصراعات.. عام يجعل كل أشكال الأحقاد والعنصرية صفحة من الماضي، ويفتح بدلاً منها صفحة جديدة للمحبة والوئام والتسامح والسلام.