يزداد الوضع في اليمن خطورة، يوماً بعد يوم، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية وفق رصد المنظمات الإغاثية العاملة في اليمن ويواجه 80 في المئة من السكان خطر انعدام الأمن الغذائي. ورغم هذا المشهد القاتم، لا يزال الحوثيون يستهترون بكل الجهود الدولية، غير مكترثين إلا بمصالحهم الحزبية التي بات واضحاً أنها تتعارض مع مصلحة كل الشعب اليمني، وخاصة اليمنيين المقيمين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بقوة السلاح.
لقد حرصت الإمارات، ولا تزال، على الدعوة إلى استثمار فرصة السلام والبناء على التقدم الذي تم تحقيقه في فترة الهدنة، إلا أن الميليشيا ماضية في تعنتها عبر سد كل أبواب الحوار التي توصل لسلام حقيقي، اعتقاداً منهم بأن هـذه المنهجية، هي سبيلهم إلى تحقيق أجنداتهم التوسّعية، لكنهم يتجاهلون أن مخططاتها التدميرية، باتت مكشوفة للعيان.
وغني عن القول، إن المجتمع الدولي مدعو إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة في التعامل مع عبث الحوثيين، ووضع حدّ لمراوغات تلك الجماعة وهروبها من استحقاق السلام، لأن كل صمت يدفع الميليشيا التي تفتقر للحكمة والصواب، إلى توسيع خروقها، ومواصلة تجاهلها القرارات الدولية، بينما الشعب اليمني أحوج ما يكون إلى إغلاق الباب أمام عودة الحرب بشكل نهائي، وألا يبقى رهينة لأجندتها غير الإنسانية، حيث يشعر الشعب اليمني بأنه على وشك الدخول في نفقٍ مظلم، ما لم يتم إجبار الحوثيين على الالتزام بمتطلبات السلام.
وانطلاقاً من ذلك، تتضاعف مسؤولية الأمم المتحدة تجاه تعنّت الحوثيين، الذين أثبتوا للعالم أنهم العقبة الأساسية أمام إنهاء الحرب في اليمن، ما يضع المجتمع الدولي أمام ضرورة مواجهة هذه الجماعة، وردعها، لضمان استقرار اليمن والمنطقة والإقليم، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.