معركة مفتوحة ضد الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

قطع المجتمع الدولي خطوات كبيرة نحو تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب. ومع ذلك، لا تزال بعض الملفات بحاجة إلى متابعة حثيثة لمنع الإرهاب من تأسيس مواطئ قدم جديدة له في المناطق المضطربة عبر العالم. وقد بدأت الضغوط الاجتماعية الناجمة عن الأزمة الاقتصادية والتداعيات العميقة لتعثر سلاسل الإمداد وارتفاع أسعار السلع الاستراتيجية وغيرها من الأزمات المتراكمة، بإثقال كاهل الحكومات في مناطق الدخل المنخفض عبر العالم، وهذا ما يشكل أرضية قد تستغلها الجماعات الإرهابية للظهور مجدداً واستغلال الاستياء الاقتصادي الواسع في المناطق الفقيرة.

ولذلك، ما زال أمام المجتمع الدولي شوط طويل في مسار مكافحة الإرهاب. وقد أوضحت الإمارات أكثر من مرة أثناء مشاركاتها في المحافل الدولية، ضرورة تعزيز الزخم الدولي لتحديد ومعالجة أوجه القصور ومنع استغلال الثغرات، والمرونة لمواكبة أساليب الجماعات الإرهابية، واستباق الأخطار والتهديدات التي تشكلها هذه الجماعات.

وغني عن القول إن المعركة ضد الإرهاب لا تشبه من ناحية المفهوم المعارك التقليدية التي تكون لها بداية ونهاية، فليست هناك نهاية دائمة للمكافحة حتى في حال إلحاق هزيمة ساحقة بالجماعات المتطرفة، فبعد انحسار الإرهاب في الشرق الأوسط مع هزيمة تنظيم داعش الإرهابي والجماعات المتوارية الداعمة للتنظيم، نقلت الجماعات المتطرفة ثقلها الرئيس إلى ساحات جديدة، وخاصة الساحل الأفريقي. ولذلك تشدد دولة الإمارات على ضرورة تغيير مجلس الأمن مقاربته القائمة على التركيز على بعض الجماعات الإرهابية من دون غيرها، وخاصة في ظل طبيعة التهديد الإرهابي العابر للحدود، وفضح الإيديولوجيات المتطرفة التي تُغذي العنف والكراهية وتُحرّض على القتل والدمار.

Email