تمضي سفينة مجلس التعاون الخليجي نحو مرافئ الرفاه والازدهار، وتتويج أكثر من 40 عاماً من العمل المشترك برؤى صائبة من قادة دول المجلس ديدنها الحرص على تفعيل مسيرة التعاون وفي مختلف المجالات والضروب. يبذل القادة الخليجيون كل جهد من أجل الانتقال من مرحلة التعاون إلى رحاب الاتحاد المأمول بما يحقق تطلعات مواطني دول المجلس، ويزيد من قوة وتماسك الكيان ووحدة الصف بين أعضائه، وتحقيق المزيد من التنسيق والتكامل والترابط في كل الميادين، والتراص صفاً واحداً في مواجهة أي تهديد. ويعكس البيان الختامي للقمة الخليجية التي عقدت في الرياض، الحرص على تعزيز العمل المشترك والإسراع في تحقيق الوحدة الاقتصادية بين دول المجلس، واستكمال متطلبات الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة.
43 عاماً من التعاون والتكامل بما عزز المكتسبات التي تحققت خلال عقود من الجهد والعمل المخلص، والسعي لبناء المزيد من الإنجازات التي تعزز المسيرة، وتنسيق المواقف لتعزيز تضامن دول المجلس ووحدة صفها بما يرسخ دورها الإقليمي والعالمي. على مدى أكثر من أربعة عقود استطاع مجلس التعاون بحكمة القادة وإيمان الشعوب، تجاوز تحديات ومحطات مصيرية ومفصلية، كان دائماً يخرج منها أقوى، فيما الأمل والثقة مشرعان بمستقبل أكثر إشراقاً لتعزيز التضامن والوحدة وتطوير العمل المشترك بما يخدم مصالح الدول والشعوب ويحقق الاستقرار والتنمية.
يشرع المستقبل ذراعيه لدول مجلس التعاون من أجل المجد وقيادة الدفة في المستقبل بما تمتلك من مقومات القوة والتقدم اقتصادية كانت أم سياسية أم بشرية، فيما يتمثل أول متطلبات تبوء المكانة العالمية وقيادة العالم سياسياً واقتصادياً في استكمال الانتقال إلى الاتحاد، وهو الحلم الذي يراود قادة التعاون وشعوبه.