اهتمام عالمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواجه العالم تحديات مشتركة، تتطلب تعاوناً دولياً مكثفاً من أجل معالجتها وضمان مستقبل مشرق وآمن للأجيال القادمة على كوكبنا. ولعل تغير المناخ يعد من أبرز القضايا الملحّة التي تستوجب الوقوف عندها واتخاذ قرارات حاسمة وفاعلة لتفادي أي انعكاسات خطيرة من شأنها أن تهدد الحياة على الأرض.

من هذا المنطلق، حظي ملف المناخ باهتمام مبكر وبالغ في دولة الإمارات، وتعددت الجهود التي تبذلها لمواجهة تداعيات التغير المناخي والتكيف مع تأثيراته المحتملة على النظم البيئية والقطاعات الاقتصادية، وتبنّت في سياق هذه الجهود مجموعة مهمة من السياسات، شملت التنويع الاقتصادي، والتركيز على الاقتصاد الأخضر، وتنويع مصادر الطاقة بالتركيز على الطاقة المتجددة والنظيفة، وتعزيز كفاءة الطاقة، وسياسة النقل المستدام، والتخطيط الحضري المستدام، وغيرها، كما تعمل على تعزيز الجهود المبذولة للتعامل مع قضية التغير المناخي، تخفيفاً وتكيفاً، من خلال مبادرة الإمارات للحياد المناخي، التي تتماشى مع المبادئ العشرة للخمسين الجديدة، حيث ستوفر المبادرة فرصاً جديدة للتنمية المستدامة والتقدم الاقتصادي، كما تسهم في ترسيخ مكانة الدولة وجهة مثالية للعيش والعمل وإنشاء المجتمعات المزدهرة.

إن بصمات الإمارات في ملف المناخ واضحة، وخطواتها استباقية، حيث كانت أول دولة في المنطقة تعلن عن مبادرة استراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، كما يمثل نشر واستخدام حلول الطاقة النظيفة إحدى الركائز الرئيسة في نموذج الإمارات في العمل من أجل المناخ وخفض انبعاثات غازات الدفيئة. وفيما تستعد لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف «كوب28» خلال العام المقبل، تركز الإمارات على دعم تنفيذ مخرجات المؤتمرات السابقة، وكذلك إنجاز أول تقييم عالمي للتقدم في اتفاق باريس للمناخ.

وعبر مبادراتها الرائدة في هذا المجال تقدم الإمارات خريطة طريق ورؤية شاملة لمعالجة التحديات، فهي ماضية في الالتزام بنهج مد جسور التعاون والتواصل مع المجتمع الدولي، وبمبدأ الاستمرار والمثابرة في ملف العمل المناخي.

Email