البناء على السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع غياب أفق لحلول قريبة للأزمات العالمية، تزداد الحاجة إلى حراك إقليمي لتهدئة الصراعات المزمنة في الشرق الأوسط، وعلى رأسها التوترات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

حيث إن هذا الصراع شغل المنطقة عقوداً طويلة واستنزف فرص التنمية لدولها، وباتت مسؤولية مشتركة على أطراف الصراع، الفلسطينيين والإسرائيليين، فتح صفحة جديدة وجريئة من التعايش وفق المبادرة العربية للسلام، للمضي قدماً نحو مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.

ودأبت دولة الإمارات، على استثمار حضورها الدولي الفاعل للدعوة إلى خلق بيئة مواتية للسلام، وهذا يتطلب وقف جميع الإجراءات والممارسات غير الشرعية والأحادية في الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي تقوض حل الدولتين، وتزيد من تأجيج الأوضاع التي تدفع المنطقة برمتها ثمن هذا الاستنزاف في المقدرات.

وغني عن القول إن تجارب الماضي تقدم خلاصة واضحة وهو أن استمرار عوامل التوتر لا يراكم المكاسب لأي طرف، ويبقي على خطاب التصعيد حتى في حالات الهدوء النسبي، وهي حالة لا تخدم السلام الذي تنشده شعوب المنطقة المرهقة من أزمات متسلسلة تعصف بمعيشة السكان وتتلاعب بمصير الملايين الذين يجدون أنفسهم على قوارب الموت للهجرة نحو أماكن لا توجد فيها هذه الصراعات.

وهذا النزيف السكاني رسالة لجميع الأطراف لانتهاج مقاربات جديدة، ليس فقط بخصوص القضية الفلسطينية، بل أيضاً الأوضاع في العديد من دول المنطقة، لكن تبقى للقضية الفلسطينية خصوصيتها العربية والإسلامية، ومطلوب الاستثمار والبناء على مبادرات السلام السابقة وتوسيعها، فلم يعد من المقبول تجاهل الممارسات المنافية للحل السياسي، خاصة في هذه الظروف الدولية المقلقة، حيث تسارع الدول الكبرى إلى رسم ملامح نظام دولي جديد ينبغي أن يكون فيه حضور عربي وإقليمي يليق بمكانة المنطقة وتاريخها.

Email