ثلاثية النهوض

ت + ت - الحجم الطبيعي

في عالم يموج بالاضطرابات والتغيرات الكبرى لم يعد التضامن العربي مسألة خيار قد يتم اعتماده وتبنيه، فقد بات ضرورة وجودية لقيادة سفينة العرب في بحر متلاطم دولياً، وهذا يتطلب خطوات عملية، تقوم على منهجية شاملة وواضحة لا تعتمد على الانتقائية في تنفيذ المحاور المطلوبة.

وقد حدد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كلمة الإمارات أمام قمة جامعة الدول العربية في دورتها العادية الـ31 في الجزائر، خريطة طريق متكاملة للنهضة على كل المستويات، شملت تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك، وتغليب حل النزاعات بالطرق السلمية، وإعطاء الأولوية للإغاثة الإنسانية، والحفاظ على السلام، ومعالجة الأزمات الصحية العالمية بروح من التضامن العالي، ودعم تمكين المرأة، والتأكيد على دور الشباب في بناء الأوطان، وتسخير إمكانات الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، وتطوير المنظومة الدولية لمكافحة التطرف والإرهاب.

هذه المحاور تشكل جوهر رؤية الإمارات تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث إن خيار دولة الإمارات، كما أعلن الشيخ محمد بن راشد، أن يكون شعار هذه المرحلة هو «السلام والتعافي والازدهار»، وهذه الأعمدة الثلاثة ترسم خريطة طريق نحو نشأة مجتمع من أجل التقدم في منطقة الشرق الأوسط يشكل دعامة للعمل المشترك حول الأولويات العالمية الكبرى.

وهذا هدف أساسي لدولة الإمارات في رؤية نهضة عربية جماعية، للمشاركة بقوة في صياغة معالم نظام دولي جديد قيد التشكل، وهذا رهن بتحقيق المعادلة الثلاثية «السلام والتعافي والازدهار».

Email