استراتيجية فعّالة للأمن الغذائي

ت + ت - الحجم الطبيعي

للأمن وجوه كثيرة في بعديه الفردي والجماعي، وهو بهذا المعنى سلسلة متعددة الحلقات، لعل أهمها الأمن الصحي والغذائي. ومن المؤكد أن الأزمات والتحديات التي يواجهها عالمنا اليوم، تضع صحة وحياة ملايين البشر على المحك، دون تفرقة بين دول متقدمة أو فقيرة.

ما يشهده العالم من تفاقم متسارع لتداعيات التغير المناخي والنزاعات والاضطرابات في العديد من المناطق، له تأثير مباشر على توافر الغذاء ومرونة واستمرارية سلاسل التوريد، ما يعني وقوع ملايين البشر تحت تأثير انعدام الأمن الغذائي.

وإذ يحتفي العالم بيوم الغذاء العالمي الذي يصادف 16 أكتوبر من كل عام، تقدم دولة الإمارات للعالم نموذجاً إضافياً للتميز والريادة بتوجيهات قيادتها الرشيدة، إذ إن الدولة بذلت جهوداً عدة وحققت إنجازات مشهودة للمحافظة على استدامة الموارد، منها إنشاء مكتب الأمن الغذائي وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، بهدف تعزيز أمنها الغذائي، ومواصلة دورها في مساعدة العديد من الدول لمواجهة انعدام الغذاء، حيث تحولت إلى مركز عالمي للأمن الغذائي.

من البديهي القول إن التهديد الواقع على الأمن الغذائي عالمياً، سواء بسبب الحروب والصراعات، أو بسبب الأوبئة والتغيرات المناخية، يفرض على جميع الدول والمنظمات الدولية والدوائر المعنية، التكاتف والتعاون، وتسريع وتيرة الجهود لضمان توافر الغذاء، عبر مبادرات وبرامج تراعي في سياق تعزيز الأمن الغذائي، متطلبات العمل البيئي والمناخي في الوقت نفسه.

العالم يواجه أزمة غذاء غير مسبوقة، وقد تكرر على مدار السنوات الثلاث الماضية، وصول معدلات الجوع إلى ذروات جديدة، ويمكن للأمور أن تزداد سوءاً، ما لم يكن هناك جهد واسع النطاق ومنسق لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الأزمة، ومعالجتها.

Email