راشد.. دروس لا تغادرنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

«العظماء لا يغادرون المجد ولا يغادرهم».. كلمات عظيمة يستذكر فيها محمد بن راشد باني دبي المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، في الذكرى الثانية والثلاثين على رحيله، وهي بحق كلمات تعبر بصدق عن فكر مؤسس، لا نزال نستلهم من محراب رؤيته الاستثنائية، ومدرسته القيادية، قدرته المدهشة على قراءة المستقبل، وتحقيق إنجازات إعجازية، تحدت كل ظروف الزمان، وقسوة المكان، ومهدت لتكون دبي اليوم بوصلة العالم التجارية والاستثمارية والسياحية، كما أراد لها الراحل الكبير.

ولا نزال إلى اليوم، كذلك، نستنير من إرثه العظيم في البذل والعطاء، وإدارته الفريدة، وحنكته السياسية، التي أسهمت مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في تأسيس اتحاد قوي وحصين، بات اليوم واحداً من أكثر بلدان العالم تقدماً وريادة، وأماناً وأمناً.

قائد أحب شعبه، وأحبه شعبه، فكان أباً للجميع، استطاع بحنكته وحكمته وقدرته النادرة في القيادة والإدارة أن يزرع بذور الخير والعطاء والانتماء في مجتمعنا، وأن يضع حجر أساس تجربة اقتصادية فريدة، نضاهي بها العالم اليوم، فكان قائداً استثنائياً؛ لم تغادر مشاريعه شوارعنا، ولم تغادر دروسه أذهاننا، وبقي حياً في وجداننا مدرساً ومعلماً وحاكماً.

دروس القائد الكبير، وبصماته، كما يؤكد محمد بن راشد، لم تغادر حياتنا، ونهج المغفور له، الشيخ راشد، الذي نواصل السير عليه اليوم، باقٍ فينا، نستمد منه روح الإصرار والتحدي.

وعلى خطى راشد، تمضي دبي اليوم إلى المستقبل، مستنيرة قيمه الملهمة، خلف قائد نهل من مدرسة الراحل الكبير، أسرار التفوق، والحكم الصالح، فكان خير خلف لخير سلف.

رحم الله باني دبي ومهندسها ووالد شعبها.

Email