الإرهاب لا انتماء له

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما زال الإرهاب آفة تؤرق الحكومات والمجتمعات في شتى أنحاء العالم. قد يجري تفكيك مجموعة إرهابية في أماكن معينة، لكن الخطر يبقى موجوداً، إذ إن الإرهاب ليس مجرد بنية يشكلها أفراد أو مجموعات مسلحة، بل منظومة أشد تعقيداً وتجمع بين الفكر المتطرف ووسائل تحقيق الأهداف الإرهابية، وهو ما أشار إليه بيان الدولة في الأمم المتحدة، أمس، حول ضرورة تجديد النهج الدولي لمكافحة الإرهاب.

الجماعات الإرهابية تستخدم أسلحة متطورة وأساليب متجددة لزيادة أنشطتها الإجرامية حول العالم، تلجأ دول العالم، وخصوصاً تلك المكتوية بنار الإرهاب المباشر، إلى مواكبة هذه الطبيعة المتحورة للإرهاب ومكافحة هذه الآفة بشتى الطرق التي تتماشى مع القانون الدولي.

كأي مرض، أفضل سبيل لردع الإرهاب يكمن بالوقاية منه ومن ثم معالجة الأسباب والظروف والعوامل الحاضنة والمؤدية إليه. هنا ينبغي الأخذ بالاعتبار العلاقة السببية بين التطرف والإرهاب، إذ يقود الأول إلى الثاني غالباً، ما يقتضي أن نجعل من مسألة منع التطرف أولوية قصوى، والعمل الحثيث في مواجهته لترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي وتقبل الفئات والشرائح والطوائف المجتمعية بعضها البعض تحت سقف المواطنة في كل مجتمع، وتحت سقف الإنسانية دولياً.

هذا يفرض على المجتمع الدولي وضع استراتيجيات لمنع التطرف ومواصلة تحديث الأساليب التحصينية للمجتمعات من آفتي التطرف والإرهاب، مع ضرورة التنبيه إلى خطأ الخلط بين التطرف والدين، وخصوصاً دين بعينه، إذ إن التطرف والإرهاب ليست لهما انتماءات محددة، ولا تقتصر على شعب أو طائفة أو عرق دون غيره.

الجماعات الإرهابية هي المعنية بتحريف الدين من أجل نشر أجندتها وخلق انقسامات بين مختلف المجتمعات، ولا ينبغي الوقوع في فخها، بل الاستمرار باستراتيجية المكافحة انطلاقاً من حقيقة أن هذه الآفة خطر على الجميع، ومكافحتها مسؤولية الجميع.

Email