تعنّت يقتل الهدنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ستة أشهر منذ أعلن المبعوث الأممي بدء سريان الهدنة في اليمن، والبلاد تنعم بالهدوء على نطاق واسع. ستة أشهر التقط فيها اليمنيون أنفاسهم، وعادت الحياة إلى أعمالهم ومصالحهم.

هذه الأيام حان موعد تجديد الهدنة، لكن من الواضح أن الحوثيين لم يرق لهم هذا الهدوء، ما يعني أنهم استثمروه لتصعيد جديد، يخدم مصالحهم وداعميهم.

الحكومة التزمت بروح وبنود الهدنة الإنسانية، منذ اللحظة الأولى، وفاء لمواقفها الثابتة والراسخة في دعم جهود التهدئة، وجديتها في الوصول لسلام شامل وعادل ومستدام، يحقن الدماء، ويضع نهاية لمعاناة اليمنيين.

والتزاماً بالهدنة، أوقفت قوات الشرعية جميع عملياتها العسكرية، وأعادت تشغيل مطار صنعاء الدولي إلى الأردن ومصر، وسمحت بتدفق سفن المشتقات النفطية، عبر ميناء الحديدة، لكن الحوثي وضع العراقيل.
تجربة الأشهر الستة تؤكد أن الحوثي قابل الرسائل الإيجابية والتنازلات، التي قدمتها الحكومة بمزيد من التعنت، وعدم الوفاء بالالتزامات عبر استمرار الخروقات العسكرية، ورفض مقترح المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في يوليو، حول فتح الطرق إلى مدينة تعز على مراحل، وفوق ذلك أقدم الحوثيون على قصف المدينة أكثر من مرة، ما أدى إلى سقوط ضحايا من الآمنين.

طوال فترة الهدنة لم يتوقف الحوثيون عن تحشيد القوات وتجنيد الأطفال، واستحداث تشكيلات مليشياوية جديدة، وبناء المتارس وتعزيز التحصينات وتكديس السلاح في الجبهات، ما يوحي بنوايا لا علاقة لها بالسلام.

التعطيل الأخير، الذي مارسته هذه الجماعة لتمديد الهدنة يؤكد أنها تتغذى على الدماء والحروب، ومحكومة بموروث «الحروب الست»، لذلك فإنها استغلت الهدنة المنقضية بالاستعداد لجولة جديدة من الحرب.

Email