استراتيجية إبداعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تدع دولة الإمارات فعاليات مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة «موندياكلت 2022»، تمر من دون أن تقول فيها كلمتها، إذ تدرك أن حلقات التنمية متصلة وشاملة ولا ينبغي التراخي في التعاطي مع أي منها.

تدرك الإمارات أن الاقتصاد له بعد إبداعي يتكامل مع أبعاده المادية، لذلك فهي تحرص على صياغة السياسات المستقبلية للنهوض بقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية من خلال تطوير منظومة متكاملة للارتقاء بالقطاع وإيجاد بيئة داعمة تعزّز من روابط التعاون المؤسسي والمعرفي متعدد التخصصات.

كانت فترة جائحة كورونا فرصة مواتية لاستكشاف أهمية الاقتصاد الإبداعي لعالم ما بعد الوباء، ولا شك في أن تجربة الإمارات استفادت من القطاعات الثقافية والصناعات الإبداعية لتنويع اقتصادها خلال فترة التعافي من الوباء.

فالإمارات كانت سريعة التكيف مع الوضع من خلال سياسات مرنة وحكيمة عكست سرعة استجابة مختلف القطاعات مع الوباء، حيث قامت بإطلاق البرنامج الوطني لدعم المبدعين للتخفيف من التأثيرات الاقتصادية المالية التي طالت القطاع عبر تقديم حزم دعم للعاملين فيه من المبدعين أفراداً وشركات صغيرة ومتوسطة، ووفرت محفزات اقتصادية ورقمية وأتاحت الوصول المجاني إلى مصادر المعرفة لضمان استمرارية الإبداع، في حين ساهم برنامج الإقامة الذهبية في إتاحة المجال أمام المبدعين ليستمروا في تقديم أعمالهم وإبداعاتهم على أرض الدولة.

الدولة تتعامل بجدية مع حجم القوة المتنامية للصناعات الثقافية والإبداعية وتأثيرها على الاقتصاد، لا سيما في ظلّ الظروف الاستثنائية غير المتوقّعة، وكان إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية العام الماضي ولمدة عشرة أعوام خطوة تخدم الاقتصاد الوطني من خلال الارتقاء بواقع الاقتصاد الإبداعي.

Email