طموحات مناخية عالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

وضعت دولة الإمارات قضية التغير المناخي ضمن أولوياتها كونها واحدة من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية باريس، وهي اليوم تمتلك مسيرة حافلة من الجهود في العمل من أجل المناخ والتحول نحو الاقتصاد الأخضر على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وعملت بموجب الرؤية الاستشرافية لقيادتها الرشيدة طيلة السنوات الأخيرة على رفع طموحها المناخي، تعزيزاً لتحقيق مبادرتها الاستراتيجية للسعي لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.

ولا يخفى على أحد أن التحدي الذي يشكله التغير المناخي للبشرية يزداد خطورة يوماً بعد يوم، خاصة بعد أن برزت تداعياته بشكل كبير، وبدأت تؤثر في حياة الإنسان العادي. ولعل أبرز مظاهر هذا التحدي ارتفاع عدد الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم في الفترة الأخيرة ولا يزال، سواء كان ذلك في شكل أمطار غزيرة ينتج عنها فيضانات وسيول عارمة كما حدث في أكثر من دولة، أو في صورة ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير اعتيادي كما حدث في مناطق عدة من العالم، أو وقوع زلازل مدمرة، أو انزلاقات أرضية. وكلها كوارث تضع العالم بأكمله أمام مسؤولية التحرك لمواجهة ذلك التحدي الضخم من أجل الحفاظ على هذا الكوكب صالحاً آمناً للعيش فيه.

من هذا المنطلق، تبذل دولة الإمارات جهوداً جبارة بصدد الحفاظ على البيئة والتحول بشكل تدريجي نحو الاقتصاد الأخضر في شتى المجالات وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، حيث أطلقت استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء التي تهدف من خلالها إلى أن تكون واحدة من دول العالم الرائدة في مجالات الطاقة المتجددة تحديداً، ومركزاً لتصدير المنتجات والتقنيات الخضراء، فضلاً عن الحفاظ على بيئة سليمة تدعم نمواً اقتصادياً طويل المدى، بناءً على مجموعة من المشاريع والمبادرات الرائدة التي أطلقتها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

Email