البناء على النجاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمر العملية السياسية في العراق الشقيق بمنعطف مصيري في ظل أوضاع إقليمية ودولية تستدعي جهوداً أكبر للتوافق الداخلي وتفعيل العمل الحكومي بكامل الصلاحيات، فالأزمة السياسية طال أمدها، والشعب العراقي ينتظر توافقاً شاملاً يخفف عنه عبء تعثر عجلة التنمية بسبب الخلافات بين عدد من التيارات السياسية.

قبل ما يقرب من ثمانية أشهر نجح العراق في إجراء انتخابات برلمانية، وكعادة أي عملية اقتراع، خرج منها رابحون وخاسرون، إلا أن مخرجات هذه الانتخابات لم تتوج بنجاح سياسي حتى الآن في ظل تعنت بعض التيارات وأخذها العملية السياسية رهينة لمصالحها الحزبية.

دولة الإمارات أكدت، في أكثر من مناسبة، تطلعها لأن تقوم الحكومة العراقية الجديدة التي يجري العمل على تشكيلها بالبناء على الإنجازات التي تحققت خلال السنوات القليلة الماضية في مجالات التنمية والأمن وإعادة الإعمار، وتعزيز التعاون والحوار الإقليمي، ومواصلة البناء على الجهود الأخيرة التي بذلتها لتعزيز انخراطه الفعال مع محيطه العربي الذي ينتمي إليه، ولعب دور إيجابي في المنطقة.

وغني عن القول، إن العراق نجح في تجاوز محنته الأصعب عبر هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، بمساهمة عربية فاعلة ضمن التحالف الدولي، وما زال هذا النجاح ينتظر الاستثمار في تعزيز الاستقرار وتكثيف الجهود لتعزيز التنمية الاقتصادية وإعادة بناء القطاعات الحيوية، وهذا لن يتحقق من دون تبني الأطراف السياسية للحوار كوسيلة وحيدة لحل الخلافات ونبذ العنف بكافة أشكاله، وتهدئة التوترات، وعدم تحميل الشارع تبعات المناكفات التي تشهدها البلاد منذ أسابيع، فمصلحة الشعب العراقي في التنمية والازدهار ينبغي أن تكون بوصلة السياسة، وهي الطريق لاستئناف نهضة العراق، وهذه النهضة مصلحة عربية استراتيجية ضمن توازنات المنطقة وحماية الأمن القومي العربي.

Email