دروس من الأزمات

تقدم الأحداث الساخنة حول العالم دروساً للمجتمع الدولي حول كيفية خروج الأزمات عن السيطرة، وانتقالها من مجال التفاوض السياسي الذي كان ينبغي تبنيه كخيار وحيد، إلى ساحة الصدام العسكري، كما في حالة الحرب في أوكرانيا، فضلاً عن توترات أمنية تزداد خطورة في دول الساحل الأفريقي. إن دراسة مسار الأزمات تكشف عن قصور دولي عام تجاه القيام بخطوات أكثر جدية لمنع تفاقم الأزمات وخروجها عن سكة الحوار. وما يشهده العالم اليوم من اضطرابات أمنية وسياسية واقتصادية ليست ذروة الجانب السلبي بعد، فالأسوأ إذا تم ترك القضايا الملحة في حالة جمود وتم الاكتفاء بمحاولة عزل أزمة ما ضمن حدود معينة، والعالم يرى كيف أن التأثيرات البعيدة للحروب تغذي أزمات أخرى، مثل مخاطر انعدام الأمن الغذائي على مستوى الدول الفقيرة والمجتمعات الضعيفة، والتي فاقمتها الحرب في أوكرانيا وتفشي «كوفيد 19» بشكل رئيسي، فالأزمات تغذي بعضها البعض بشكل دائري، ومحاولة المعالجة الجزئية لن تعطي نتائج واعدة.

إن دولة الإمارات تؤمن أن التحديات العالمية الراهنة، والتي بطبيعتها مترابطة ومعقّدة وعابرة للحدود الإقليمية، تتطلب حلولاً مشتركة، وتستوجب من المجتمع الدولي العمل على بناء المزيد من الجسور بين الدول وتعزيز التعاون بينها وبين الشركاء الإقليميين، وتؤكد الدور المهم للأمم المتحدة في التواصل مع المنظمات الإقليمية والدولية، لتقديم المشورة والدعم السياسي واللوجستي.

إن ضمان سلامٍ مستدامٍ ومنع نشوب الصراعات يعد هدفاً جماعياً مشتركاً، ويتطلب ذلك تقديم رؤى شاملة تضمن استراتيجيات خروج فاعلة من حالات النزاع إلى السلام والاستقرار.