الاستقرار أولاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تغيب ليبيا عن التقارير الدولية التي تحذر من خروج الأمور عن السيطرة فيما يتعلق بالاستقرار لعدد من الدول، نتيجة تداعيات الأزمات العالمية الحالية، من الحرب في أوكرانيا، إلى التأثيرات السلبية المستمرة لوباء «كوفيد 19»، وهذا يحتم على الأطراف الليبية التكاتف من أجل تجنيب البلاد الدخول في مستنقع جديد من الاضطرابات التي يدفع ثمنها الشعب الليبي.

إن دولة الإمارات عبرت عن قلقها من هذه الأوضاع في أكثر من مناسبة بالمحافل الدولية، ودأبت على الدعوة إلى حل الخلافات عبر الحوار، وكذلك تحييد الشعب الليبي عن التباينات السياسية، وهذا الأمر يتطلب ألا تتأثر معيشة الليبيين سلباً بخلافات الأطراف الليبية، كما يحدث بين فينة وأخرى، بتراجع الإنتاج النفطي الناجم عن التوترات الأمنية على سبيل المثال، وكذلك انقطاع طرق نقل السلع بين المدن، وتعثر الأعمال في الموانئ، مثل هذه التداعيات تنعكس سلباً بشكل مباشر على الأمن الاجتماعي للشعب الليبي. فالانسداد المستمر في العملية السياسية قد ألقى بظلاله على الحياة اليومية للمواطن الليبي وتطلعاته المشروعة، وأدى إلى حالة من الإحباط، مما انعكس على المشهد الأمني الراهن.

إن الأزمات والخلافات الداخلية جزء من طبيعة الدول التي خرجت من حروب أهلية حديثاً، غير أن فقدان الكفاءة في إدارة الأزمة والفشل في جعلها ملفاً سياسياً بعيداً عن السلاح والمواجهات الدامية، يؤدي إلى تصعيد مستمر يعصف بالمجتمعات، لذلك فإن ليبيا بحاجة إلى أن تنعم بسلامٍ مستدام، وانضمام كافة الأطراف إلى مبادرة المصالحة الوطنية، والعمل على لم شمل الأطراف، وتجاوز خلافات الماضي، استناداً إلى قيم التسامح والعدل، مع اتباع الآليات المناسبة لتحقيق العدالة الانتقالية.

Email