بارقة أمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

بارقة أمل أحدثها اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية على المستوى العالمي، فأزمة الغذاء التي تفاقمت بشدة منذ الحرب في أوكرانيا كانت تسير نحو مناطق مظلمة في التوقعات والتداعيات، خاصة أن بوادر اضطرابات اجتماعية وسياسية بدأت تظهر أو تلوح في أكثر من دولة، وليس خافياً أن اضطراب دولة واحدة يخاطر بامتداد الظاهرة إلى دول أخرى، خاصة إذا ترافقت مع موجات لجوء جديدة تفاقم أعباء المنظمات الدولية المعنية بمساعدة اللاجئين.

لقد دعت دولة الإمارات في أكثر من مناسبة إلى رؤيتها لحل الأزمة عبر سلسلة خطوات، وهي تطبيق القانون الدولي الإنساني للحفاظ على حياة الإنسان، وتكثيف المجتمع الدولي جهوده لخفض التصعيد، والمساعدة في تحسين الأمن الغذائي العالمي، فهي أمر عاجل لا يمكن تأخيره، وحذرت الإمارات من سيناريو مأساوي يتضمن: «نأخذ الطعام من الجياع لإطعام المتضورين جوعاً».

قبل أسابيع، كان مؤشراً مقلقاً أن يضطر برنامج الأغذية العالمي إلى خفض المساعدات في مناطق يشتد فيها الجوع مثل اليمن وجنوب السودان بسبب التضخم العالمي وفجوات التمويل، وكلاهما تفاقم بسبب الصراع في أوكرانيا. وبحسب أرقام برنامج الأغذية، فإن نحو 47 مليون شخص يواجهون جوعاً حاداً هذا العام بسبب أزمة الغذاء العالمية الحالية، وهذا كفيل بأن يحشد العالم نحو الدفع إلى إنهاء هذا الصراع عبر الحوار، وتجنيب العالم أزمة لن تستثني أحداً.

ما زال من المبكر التفاؤل من دون حذر، فالاتفاق يحتاج إلى آليات سلسة في التطبيق العملي، و تجنّب مفاجآت قد تعيد العالم إلى الوراء، ولتجنّب مثل هذه الانتكاسة على العالم بذل المزيد من الجهد لتحصين الاتفاق من أي تصعيد عسكري، وتحييد الغذاء عن الحرب بشكل مستدام، من دون أن يعني ذلك فتح الباب أمام استمرار الصراع.

Email