تحديات مقلقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوماً بعد يوم، تتفاقم تداعيات الحرب في أوكرانيا على العالم أجمع، ولا خطوات جادة اتخذت للتخفيف من الآثار الناجمة عن هذه الأزمة، حيث إن أي إجراء جاد، ينبغي أن يعالج مصدر المشكلة الملحة، وهي استمرار الحرب، بدلاً من استنزاف الجهود، بعيداً عن جذر الأزمة، والعالم بات أمام مفترق طرق، فأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، باتت على المحك، وهي 17 هدفاً، يرتبط أحدها بالآخر بشكل وثيق، ولا يمكن التقدم في واحدة والتغاضي عن أخرى. فتداعيات الأزمات الأخيرة، مثل كوفيد 19، وتعثر سلاسل الإمداد، وتداعيات الحرب في أوكرانيا، تجبر الكثير من الدول على انتهاج أولويات جديدة، لا تتوافق مع أجندة أهداف التنمية المستدامة، بسبب الضغوط الاجتماعية الناجمة عن اضطراب الاقتصاد، خاصة في الدول ذات التنوع الاقتصادي المنخفض، والمعتمدة في دخلها على قطاع أو قطاعين.

اتضح خلال فترة الاضطراب العالمي الحالية، أن الدول العربية اتخذت خيارات متوازنة، لكيلا تكون جزءاً من محاور في صراعات القوى الكبرى، حيث العالم أحوج ما يكون إلى آليات لكبح التنافس المؤذي بين الدول، وهذا يتطلب موقفاً من الدول المعتمدة على توازن العلاقات مع كافة الأطراف، للدعوة بصوت أعلى إلى رفض استخدام القوة، وانتهاك سيادة الدول، والدعوة لوقف إطلاق النار، وتبني الحل السياسي، وذلك لأن تفاقم الصراع، كما في الوقت الحالي، يؤدي إلى شلل النظام الدولي عن القيام بواجباته في حفظ السلام والاستقرار، بينما تحجب التداعيات المقلقة للحرب، التحديات الجماعية التي يفترض أن تواجهها البشرية ببرنامج واحد، ومنهج واحد، وقلب واحد.

Email