نهج استباقي ورؤية طموحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتخذ دولة الإمارات استراتيجيات ومشاريع متنوعة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، لمواجهة تحديات التغيرات المناخية التي تواجه العالم، إذ تمثل المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، محركاً وطنياً، يهدف إلى خفض الانبعاثات، ما يجعل الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي، عبر مسيرة نموذجية، وطموح لا ينتهي، ورغبة صادقة وكاملة نحو تحقيق أعلى المعايير في جودة الحياة، بالاعتماد على بيئة نظيفة وخالية من الانبعاثات الكربونية.

إن الرؤية المتقدمة للإمارات، وقدرتها على استشراف المستقبل، جعلت منها إحدى الدول الرائدة التي تتبنى توجهاً لمواجهة تحديات التغير المناخي، فأصدرت العديد من القوانين والتشريعات والمبادرات التي تحمي البيئة، واعتمدت نهجاً استباقياً، يتبنى ترويج حلول الطاقة المتجددة والنظيفة، كبدائل مستقبلية أكثر استدامة.

وغني عن القول، إن فوز الإمارات بتنظيم الدورة الـ 28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28»، يأتي ليجسد الثقة الدولية والتقدير العالمي للجهود الرائدة والمبادرات المبتكرة للدولة في ملف التغير المناخي، ورؤيتها الاستشرافية والطموحة في العمل المناخي، التي بدأت منذ عقود، وشكلت شرياناً رئيساً في مسارها التنموي منذ 50 عاماً.

ولعل إعلان الدولة أمس عن خططها لتحقيق الهدفين 14 و15 من أهداف التنمية المستدامة، والمتعلقين بالحياة تحت الماء والحياة في البر، يأتي تأكيداً للرؤية الاستراتيجية، واستمراراً لمسيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي من شأنها تمكين الوصول إلى الطاقة النظيفة، والحصول على غذاء كافٍ بأسعار معقولة، والتعليم ذي الجودة، والرعاية الصحية، والنمو الاقتصادي المستدام، والأنظمة البيئية السليمة، وزيادة كفاءة الموارد، بوصفها جميعاً قضايا يتردد صداها بقوة في الإمارات، التي تعهدت بألا تترك أحداً خلف الركب، والانتقال بالعالم في مسار التنمية المستدامة وخير البشرية.

Email