سباق ضد الجوع

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت تداعيات الأزمات العالمية المفتوحة تلقي بظلالها على مئات الملايين من السكان عبر العالم، وكلما استمر التأخر في معالجة هذه الأزمات بشكل جذري وفق منهجية شاملة أصبحت محاصرة التداعيات الكارثية خارج السيطرة.

ولعل الاضطرابات التي تشهدها سريلانكا سيناريو مبكر لما يمكن أن يمتد إلى دول عدة تعاني مشكلات متراكمة جراء سلسلة من القضايا التي تستنزف البشرية من دون أي عوائد.

وعلى رأس تلك المشكلات الحرب في أوكرانيا وجائحة «كوفيد 19» وتعثر سلاسل الإمداد التجارية والتغير المناخي، وفي المحصلة تتعرض العلاقات بين المجتمعات والدول لزلزال انعدام الثقة نتيجة حجم الأزمات التي تفوق قدرة الحكومات على حلها، وتتجاوز قدرة المجتمعات على التعايش معها.

إن المجتمع الدولي لم يقم بتحرك كافٍ لمعالجة العلامات التحذيرية المبكرة للأزمات، وخصوصاً بوادر الجوع، ولم تكن المبادرات كافية لتوفير استثمارات في مجال التنمية العاجلة كي يتخذ الأشخاص في الدول الفقيرة رد فعل أفضل في مواجهة أية صدمات قادمة، وكي يمكنهم الحد من العواقب.

إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة تصل إلى 30 في المئة، يهدد المجتمعات في جميع أنحاء العالم. لقد أظهرت بيانات برنامج الأغذية العالمي قبل نشوب النزاع في أوكرانيا، أن هناك حوالي 276 مليون شخص يعانون بالفعل من الجوع الحاد على مستوى العالم. أما الآن، فيتوقع البرنامج أن يرتفع هذا العدد إلى 323 مليون شخص خلال عام 2022.

إن انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم، واحتمالات تزايد الاحتياجات في المستقبل القريب، يشكلان خطراً واضحاً على السلام والأمن. لذا، فقد حان الوقت لكي يجتمع العالم، ويتخذ خطواتٍ ملموسة، نحو تأمين الغذاء للجميع في كل أنحاء العالم، وضمان أن تتناسب الاستجابة مع حجم التهديد الذي يواجهه العالم.

 

Email