مصير واحد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمر العلاقات الدولية في لحظة حاسمة وعلى مفترق طرق في ظل الأزمات المتراكمة، التي تلقي بظلال ثقيلة على السياسة والاقتصاد والمجتمع في مختلف أنحاء العالم. فالأزمات العالمية أثبتت أنها مترابطة، وكل واحدة منها تفاقم أخرى.

ذاك هو الدرس الذي تعلمه العالم منذ تفشي جائحة «كوفيد19» وتعثّر سلاسل الإمداد ثم الحرب في أوكرانيا ومشكلة التضخم وظهور بوادر اضطرابات نقابية في عدد من الدول، من بينها دول صناعية كبرى في أوروبا، وهذا دليل آخر على أن زمن النجاة الفردية لن يكتب له النجاح، العالم في مركب واحد، والمكابرة على الحلول والتسويات لن يؤدي إلا إلى خسارة الجميع ولا وجود لرابح في أي أزمة ذات بعد دولي. لقد آن الأوان أن تحتكم الدول إلى الحوار وإسكات البنادق وسياسات إلحاق الضرر بالخصم عبر العقوبات وغيرها، فالعالم تغير، ومن لا يدرك ذلك سيدفع ثمناً مضاعفاً، وخير مثال على ذلك أن الحرب التجارية وسياسة عزل الخصوم وقطع خطوط التواصل والحوار، لم تؤدِ إلى التخفيف من أي أزمة منذ سنوات طويلة.

إن دولة الإمارات تؤكد في كل مناسبة دولية على نهجها المتوازن في بناء علاقات قائمة على التعاون، وترسيخ قيم التسامح والسلام، وترك باب التواصل مفتوحاً مع الجميع لأن الازدهار والتنمية مرتبطان بثقافة السلام، وإذا ما ألقينا نظرة على التاريخ القريب والبعيد، نرى أنه حتى في أعنف الحروب التي كانت ضحاياها بالملايين، ركن الخصوم في النهاية إلى التفاوض والمصافحة لإنهاء الفصول المأساوية في السياسات الدولية. وحالياً، فإن العالم أحوج ما يكون إلى استخلاص الدروس والعبر من التاريخ، والانطلاق نحو المستقبل الذي يزخر بالتحديات والفرص في آن معاً.

Email