ريادة في الطاقة النظيفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

رئيس الدائرة القطبية الشمالية، أولافور راجنار جريمسون، قال ذات يوم «إنه من المفارقات أن دولة الإمارات الغنية بالنفط أصبحت بالفعل الآن أحد اللاعبين الرئيسيين في مجال الطاقة النظيفة»، وهذه شهادة من تجمع الدائرة القطبية الشمالية التي تعد أكبر شبكة حكومات وشركات وجامعات ومراكز فكر ومنظمات بيئية، ومعها مهتمون كثيرون بتحفيز الحوار والتعاون بشأن مستقبل القطب الشمالي والعالم.

لكن هذه ليست المفارقة الوحيدة في تعاطي الإمارات مع هذه القضية المصيرية والمهمة لسكان كوكب الأرض، إذ إن الإمارات تحافظ على توجّهها الحثيث نحو أعلى مستويات الطاقة النظيفة، في وقت تعود بعض الدول إلى الفحم لإنتاج الطاقة، مع كل ما يترتب على هذه المادة من تداعيات بيئية. ولعل هذا المعطى الواقعي كان وراء حديث صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن جهود الإمارات للاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، ووضع نفسها في قلب التحول العالمي للطاقة.

الإمارات سبّاقة في تنويع مصادر الطاقة، لا سيما النظيفة منها، والاعتماد على أحدث الممارسات والتكنولوجيا المستدامة من حيث مشاريع الطاقة النظيفة العملاقة وتحويل النفايات إلى طاقة، ومشاريع التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون، لتكون أول دولة في المنطقة تطبق تقنية التقاط وتخزين واستخدام الكربون على نطاق صناعي، وأول دولة تضيف الطاقة النووية إلى شبكتها الكهربائية، وهي تحتضن ثلاثاً من أكبر محطات الطاقة الشمسية وأكثرها كفاءة من حيث التكلفة في العالم.

إن هذا النهج الواضح في التخطيط لمستقبل الطاقة ومعالجة التغير المناخي مستند إلى دراسة خيارات تنويع مصادر الطاقة، وهو طريق بدأ باكراً بتحديد المبادرات والرؤى الطموحة للانتقال لمرحلة جديدة، عنوانها تنويع مصادر الطاقة، وتوّج بإطلاق الدولة استراتيجيتها للطاقة 2050 بهدف إنتاج 50 في المئة من احتياجاتها من مصادر نظيفة، لتكون أحد الرواد العالميين في مجال المحافظة على البيئة والحد من تأثير التغير المناخي على العالم أجمع، ومركزاً عالمياً للحفاظ على بيئة مستدامة تدعم الاقتصاد الأخضر.

Email