مبادرات تصنع الأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمّة دول وأمم تسير في طريق تطورها بسرعة أو ببطء، بنجاح أو فشل، وبهمّة أو كسل. لكن دولة الإمارات لم تسر على الطريق، بل هي التي شقّته ووسّعته وعبّدته بحكمة قادتها المؤسسين، متسلّحين بالحكمة والإرادة وبعد النظر، وقبل كل شيء التفاف الشعب.

قيادة الدولة شحذت سلاحاً اسمه «لا مستحيل في الإمارات»، فلا عقبات ولا تحدّيات تستطيع أن تعيق المسيرة. كيف لا وقد تحولت الصحراء إلى صفحات خضراء وحدائق غنّاء.

ونرى اليوم أرض الإمارات، وغالبيتها صحراء، تتحول إلى أرض زراعية، وتنتج أنواعاً مختلفة من المنتجات. وإذ ينشغل العالم بأزمة الغذاء المخيفة، وفي جوهرها القمح، في ظل الحرب الأوكرانية، نجد الإمارات تعلن أنها أنتجت هذا العام ثمانين طنّاً من القمح.

هنا لا يتعلق الأمر بسياسة حكومية فحسب، بل معها مبادرات شعب مبادر وحيوي ومعطاء ومبتكر، و«قمح الإمارات» هي إحدى مبادراته الرائدة في مجال الزراعة، وهي مبادرة حديثة العهد لا يتعدى عمرها الخمس سنوات، لكنها باتت تضم 170 مزرعة تتجلى فيها أبرز الجهود الوطنية في مجال تعزيز الأمن الغذائي. هذه المبادرة تنتج أكثر من 80 طناً من القمح على مستوى الدولة خلال موسم الحصاد.

هذه مجرد بداية مسار وطني للتوسع في زراعة القمح في مختلف الأراضي الصالحة للزراعة في مناطق الدولة، وبخاصة المزارع غير المستغلة.

المبادرة تؤكد أن مستقبل زراعة القمح في الإمارات يدعو إلى التفاؤل، وهي تتوسّع وينضم إليها المزيد من المبادرين الذين لا تقتصر مهمتهم على دعم جهود الدولة الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي، بل يلعبون دوراً مجتمعياً يتمثّل في نشر الوعي بأهمية الزراعة وإنتاج شتى أنواع المحاصيل الزراعية، ليس في المزارع فقط، بل في المنازل أيضاً، بهدف استدامة الغذاء تدريجياً.

المبادرون حين يتحدون المفاهيم المغلوطة والصور النمطية، ويستخدمون في تفكيرهم عقل الإمارات، يشقّون المزيد من طرق الأمل، ويفتحون كل يوم آفاقاً لنجاح جديد.

Email