حقبة جديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتسارع التطورات الإقليمية والدولية، وتلقي بثقلها على كافة الدول، بدرجة أو بأخرى. فمنذ مطلع العام 2020 دخل العالم حقبة جديدة، وإنْ كانت قد بدأت بجائحة «كوفيد 19»، جرى فيها رسم أسس جديدة للعلاقات الدولية على كافة المستويات.

وهناك مخاطر وفرص في هذا الواقع الجديد، على أن ما يهمنا كعرب اليوم هو مدى جاهزيتنا للدخول في هذه الحقبة الجديدة كطرف فاعل في صناعة القرار، وفي الدفاع عن المنطقة ومصالحها والالتزام بالمسؤولية الجماعية في قيادة المنطقة نحو بر الأمان.

تمر المنطقة العربية منذ أكثر من عقد بعاصفة هوجاء، وقد تحملت دول عربية، على رأسها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مسؤولية إعادة التوازن الإقليمي إلى المنطقة، والدفاع عن موقع ومكانة العرب في القرار على المستويين الإقليمي والدولي. والنتائج بادية للعيان اليوم، فالاستقرار التدريجي يعود إلى الدول المضطربة بمساعٍ مشتركة عربية ودولية، وقد تنبهت قوى دولية كبرى منذ البداية أن المنطقة ليست لقمة سائغة للمطامع الخارجية.

اليوم ومع التعافي التدريجي للمنطقة العربية من نار المؤامرات والإرهاب، تبرز تحديات عديدة أمام العرب، والتغلب على هذه التحديات يحتاج رؤية مبدعة في اجتراح الحلول والمخارج. لقد ابتعدت دائرة التوتر القصوى عن البلاد العربية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وكذلك توترات بعيدة تحدث عبر العالم ضمن التنافس بين القوى الكبرى. وقد آن الأوان لانطلاقة عربية جديدة على الساحة الدولية، انطلاقة فاعلة وقيادية وذات رؤية وتأثير. وللعرب إمكانيات كبيرة للتأثير الإيجابي، من ملف الطاقة إلى الموقع الجيوسياسي والإمكانيات التجارية والاقتصادية. وهذه العوامل تؤهل أي منطقة للعب دور قيادي ليس فقط لقضاياها، بل أبعد من ذلك، حتى على مستوى القضايا الدولية، وهو الدور الذي ينتظر العرب أن يحملوا رايته. فمع الرؤى القيادية الجديدة في بلاد العرب، والإمكانيات، والفكر المبدع الخلاق للسلام، انتهى زمن تهميش العرب على الساحة الدولية.

Email