روح جديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجواء من التفاؤل تسود العالم الإسلامي مع أول أيام عيد الفطر، حيث يحدو الأمل الشعوب الإسلامية أن تكون نهاية حقبة من الأزمات الممتدة التي أنهكت البشر منذ مطلع العام 2011.

ويكون العيد الحالي هو الأول الذي يحل خارج عقد العشرية السوداء الأخيرة التي أبكت ونكبت الملايين، خاصة في العالم العربي. ورغم أن جائحة «كوفيد 19» أثقلت كواهل البشر في السنتين الماضيتين، فإن الأمل بتجاوز تداعيات الجائحة كان بادياً على تجمعات العيد على امتداد العالمين العربي والإسلامي، وفي الدول التي تعيش فيها الجاليات المسلمة على امتداد العالم.

إن منسوب التفاؤل يرتفع مع اتجاه العديد من الأزمات في المنطقة العربية نحو الحلحلة والتوافق ليمهد الطريق أمام سلام تلتقط فيه المجتمعات أنفاسها، وتشرع في بناء ما خسرته في الحروب والتوترات والعنف، والعيد مناسبة لتجديد العزم على توديع العشرية السوداء بروح التسامح والمحبة والصبر على الشدائد المتوقعة، حيث إن هدوء المنطقة العربية النسبي يقابله اندلاع توترات عالمية أخرى تترك تداعياتها على العالم أجمع، وللعبور من هذه المحن المتتالية، لا بديل عن روح جديدة تسود المنطقة، وإغلاق أبواب التوترات بإحكام، عبر الوفاق حتى لا تتسرب مسببات أزمات جديدة إلى المنطقة، فالرياح العالمية عاتية في التوترات، وعلى أبناء المنطقة التكاتف من أجل إعادة بناء المكتسبات واستئناف مسيرة التنمية والازدهار، وهذا لن يتحقق بدون الإجماع على أولوية تجنيب المنطقة أي حروب وأزمات جديدة.

إن فرحة العيد التي جعلت البسمة تعود إلى وجوه متعبة ومرهقة من سنوات الشدّة، ينبغي ألا تكون موسمية، بل ثمرة مسيرة من العمل والكدح والرغبة في تغيير العقول نحو البناء والتطلع إلى المستقبل. فالعيد القادم ينتظر هذه الأمة، وهذه الأمة لديها العزيمة لكي تجعل العيد القادم أجمل.

Email