دبلوماسية الحكمة والرزانة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مواقف دولة الإمارات العربية المتحدة في مجلس الأمن تعكس الدبلوماسية الحكيمة والرزينة التي تتمتع بها الدولة في شتى المجالات.

تمثل ذلك في كلمة للدولة أمس أمام المجلس تناولت التوترات في كوسوفو، وقد حفلت الكلمة بالحرص على السلام، وتخفيف التوترات بين طوائف هذا البلد، وعلى الحوار بينه وبين جارته صربيا، بعد مرور أكثر من عقدين على انتهاء حرب مدمرة في هذه المنطقة، تم خلالها إحراز تقدم مهم وملموس في سبيل تحقيق المصالحة، ما يستوجب عدم السماح بحدوث أي تراجع في هذه الجهود، نتيجة للاضطرابات الأخيرة في أوروبا.

لذلك لا بدّ من تشجيع العمل نحو استكمال الحوار بين كوسوفو وصربيا، بمساعدة الاتحاد الأوروبي، من أجل التوصل إلى تقارب في المواقف بين الطرفين، وعلى ضرورة ألا تقوّض التوترات الحالية، الجهود المبذولة نحو إحلال السلام والاستقرار، ولا بدّ للطرفين من العودة إلى طاولة المفاوضات، باعتبار أن الحوار يُعَد السبيل الوحيد لحل القضايا العالقة بينهما.

وإذ تعوّل الإمارات على مواصلة دعم الدور المهم الذي تلعَبُهُ الأمم المتحدة في كوسوفو، من خلال سلسلة من الأنشطة والمشاريع والمبادرات القيّمة الرامية إلى بناء الثقة بين الطوائف الدينية والعرقية، فإنها تؤكد أن الأوضاع الجيوسياسية المستعصية في أوروبا، تُحتّم مضاعفة الجهود نحو حل الخلافات بين كوسوفو وصربيا، وضمان معالجة جميع المسائل بشكل سلمي ومستدام، بما يحقق الأمن والاستقرار للدولتين والمنطقة ككل، ويرسي أساساً قوياً يمنع استفحال الخلافات في البلقان.

إنها دبلوماسية تحرص على ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي والتصدي لخطاب الكراهية، ليس في كوسوفو فحسب، بل في كل مكان في هذا العالم، حيث بات معلوماً أن الإمارات ترفع باقتدار لواء التسامح والإخوة الإنسانية بين الناس أياً كانت طوائفهم وأعراقهم، وتتبنى منهجاً يدعو لمشاركة كل شرائح المجتمع، وبخاصة المرأة، في كل مسارات السياسة والاقتصاد والتنمية، وهو منهج تلتزم به الإمارات على أرضها وتتميّز فيه.

Email