ثقة في مكانها

ت + ت - الحجم الطبيعي

برنامج الأمم المتحدة للبيئة بلغ من عمره نصف قرن، وهو يدعو بالمناسبة جميع البلدان إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات الهادفة إلى التغلب على الأزمات الثلاث الرئيسية المهدّدة حالياً لكوكب الأرض، وهي تغير المناخ، وفقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي، والتلوث والنفايات، إذ لا بد من تنسيق الجهود العالمية لإيجاد الحلول المناسبة للتحديات البيئية الناشئة.

ومن المصادفات أن يكون عمر البرنامج بعمر الدولة. لكنها مصادفة ذات مغزى، حيث إن الإمارات التي ستستضيف الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والتي ستقام العام المقبل، فازت بهذه الاستضافة لما تحظى به من تقدير عالمي لجهودها في استدامة المناخ، وبالتأكيد فإن الأسرة الدولية تضع ثقتها في مكانها وهي تلمس التزام الإمارات تجاه العمل المناخي العالمي لحماية كوكب الأرض، انطلاقاً من مبادئها الإنسانية، وحرصها على حياة البشرية ومستقبلها. لذلك فإنها بالفعل تعمل على تعزيز حماية البيئة، وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وتتعاون مع المجتمع الدولي لضمان ازدهار البشرية، مستنيرة برؤية قيادتها الرشيدة، التي تركز دائماً على مد جسور التعاون والتواصل والشراكة، واتباع نهج إيجابي ومنفتح وشامل يؤدي عبر تضافر الجهود إلى تحقيق الأهداف البيئية التي تهم كل من يسكن كوكب الأرض.

الإمارات لا تفوّت فرصة ولا تدخّر جهداً في سبيل تحقيق هذه الأهداف، ولذلك فإنها من الدول القليلة التي لديها وزارة خاصة بالتغير المناخي والبيئة، وانطلاقاً من هذا الاهتمام العالي المكثّف، لن تتوانى عن تقديم أقصى ما لديها من الدعم للعمل المناخي، ولكل ما من شأنه حماية الكوكب، وستبقى تعمل على تحفيز المجتمع الدولي لمزيد من التعاون وتسريع وتيرة الجهود لمواجهة تحدي التغير المناخي والحفاظ على البيئة، والعمل معاً لاستكشاف حلول فعالة للتحديات الأكثر إلحاحاً التي يواجهها كوكبنا، وفي سبيل إيجاد مستقبل مستدام للأجيال القادمة، التي ليس لها خيمة أخرى تجمعها غير هذا الكوكب.

Email