السلام إرث ورسالة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مشاركة دولة الإمارات في المؤتمر الوزاري المعني بعمليات حفظ السلام، الذي استضافته جمهورية كوريا بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة ووزراء من 50 دولة، تعكس حرص الدولة على السلام باعتباره بيئة شرطية لعلاقات دولية قويمة وصيرورة اقتصادية وتنموية آمنة، كما أن التزام الإمارات الراسخ بالسلام ثقافة وواقعاً بات سمة يعرفها ويلمسها الجميع.

دولة الإمارات أطلقت في مارس الماضي أول خطة عمل وطنية استجابة لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن، في إطار مبادرات عديدة تصب في هذا المسار. وها هي تعلن عن تعهدات الإمارات لعمليات حفظ السلام الدولية التي تقدر بـ10 ملايين دولار، بغرض بناء القدرات في المجال الأمني للإسهام في عمليات حفظ السلام، بما في ذلك تقديم الدعم اللوجستي والمادي لعمليات حفظ السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.

وغني عن القول إن الإمارات منذ عهد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كرّست نفسها لاعباً أساسياً وشريكاً مهماً في إنجاح مبادرات السلام على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك انطلاقاً من إرثها الإنساني ورسالتها الحضارية.

وخلال العقود الماضية، شاركت الإمارات في عمليات لحفظ السلام ضمن مبادرات دولية عدة، حيث شاركت في 1976 بقوة ضمن قوات الردع العربية في لبنان، لدرء مخاطر الحرب الأهلية وحفظ السلام، وشاركت ضمن قوات درع الجزيرة في عملية تحرير الكويت عام 1991.

كما أرسلت عام 1993 كتيبة من القوات المسلحة إلى الصومال للمشاركة في «عملية إعادة الأمل» الأممية، وشاركت عام 2003 ضمن قوات حفظ السلام في أفغانستان «إيساف». وفي يوليو 2018 نجحت مساعي الإمارات في القرن الأفريقي في إعلان اتفاق السلام التاريخي بين إريتريا وإثيوبيا، والقائمة تطول..

مبادئ السلام وثقافة السلام إرث حضاري في الإمارات، وهي تتبناها وتتمثّلها وتعمل بموجبها بثقة لا تتزعزع وعزيمة لا تلين، وستبقى عضواً فاعلاً في الأسرة الدولية الواحدة، يحدوها الأمل أن تنعم كل شعوب الأرض بنعمة السلام.

Email