الوسطية جسر الإنسانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإشادات الخارجية بخطاب الإمارات المعتدل والمتسم بالوسطية وقبول الآخر والتعايش والتسامح، يصدر عن أشخاص وجهات ودول لا ترمي للمجاملة أو تحقيق مصالح، بقدر ما يعكس الإعجاب بميزة جسّدتها الإمارات كقيمة ثابتة في تعاملاتها داخلياً وخارجياً.

فالإمارات كرّست حب الوطن وثبّتت القيم الإنسانية القائمة على مكافحة الغلو والتشدد والأفكار الهدامة للأفراد والمجتمعات والمعرقلة للنمو والنهوض والمسممة للعلاقات بين الشعوب، بل ومكوّنات المجتمع الواحد داخل بعض الدول.

الإمارات لا تتبنى خطابها في أي مجال لإرضاء هذا الطرف أو ذاك، إذ إن القيم والمبادئ لا تحددها سياسات الآخرين ومطالبهم وثقافاتهم الخاصة، إنما انطلاقاً من العامل الذاتي ومتطلبات النمو، مع الأخذ بالاعتبار أن العالم بات قرية صغيرة لشعوب تسكنها تحت سماء واحدة، وينبغي أن يكون التسامح والعيش المشترك، جسراً للإنسانية جمعاء نحو المستقبل.

الخطاب الديني هو الأعلى حساسية في لغة التخاطب، والأشد خطراً حين يغلب عليه التطرّف وتطغى عليه الكراهية والتباغض بين الأفراد والمكوّنات والشعوب. وقد رأينا، كما كل العالم، كيف عانى العديد من شعوب المنطقة من التطاحن والفوضى والخراب، بسبب خطاب التحريض والكراهية الذي مارسته الجماعات المتطرفة، وأوقعت من خلاله هذه الشعوب في أتون الفتن والحروب المدمّرة.

الإمارات تعتمد مبدأ الوسطية في خطابها، وهو مبدأ ديني صميم، ويحث عليه ديننا الإسلامي الحنيف، «فلا تكن صلباً فتكسر، ولا ليناً فتعصر». هذا الخطاب يرسّخ المعاني الصحيحة للدين الإسلامي الحنيف وعلى الوجه المشرق لقيمه النبيلة وتعاليمه السامية، وذلك بموازاة مسايرة متغيرات العصر بمبادرات إيجابية بناءة ومهنية عالية، وتستخدم لإيصال رسالتها بوسائل حضارية مواكبة للنهضة الحضارية والطفرة التقنية الحديثة، بمتابعة ودعم من القيادة الرشيدة التي تحتفل بيوبيلها الخمسين على نحو يليق بدولة فتية تمضي نحو المئوية بخطوات واثقة.

Email