عاصمة التسامح

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما حقّقته الإمارات خلال السنوات الخمسين الماضية، معجزة بكل المقاييس. هذا ما تتحدّث عنه الوقائع والمعطيات الموضوعية، وما يلمسه ويراه كل من يطأ أرض الإمارات، وما يسمع به، حتى من لم يزر الإمارات.

لكن الإنجازات التي تتحدّث عن نفسها في دولة الإمارات، لا تقتصر على المنظومة العمرانية، وشبكة الجسور، والمرافق السياحية، ولا على استضافة المناسبات الدولية الكبرى، عن جدارة واستحقاق، وكفاءة مشهود لها، إنما تتجاوز كل ذلك، إلى ما هو أبعد وأعمق، وما هو عابر للحدود. فالإمارات، مع مرور الوقت، وتراكم الإنجازات، وبفضل نهج المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإرثه الإنساني الغني، أصبحت عاصمةً عالمية للتسامح، وجسراً للتواصل بين الشعوب من مختلف الثقافات، وأنتجت بيئة محترمة، ترفض التطرّف، وتؤكد على الانفتاح، وقبول جميع الجنسيات والأديان والأجناس والأعراق والثقافات.

نتحدّث الآن، والعالم يحتفي باليوم الدولي للتسامح، الذي يصادف 16 نوفمبر من كل عام، لكن لا يمكن أن يكون الكلام ملامساً كبد الحقيقة والواقع والإنصاف، من دون أن ننسب الفضل لصاحبه. لذلك، لا بد أن نستذكر مؤسس وباني نهضة دولة الإمارات، الذي ترك سجلاً حافلاً بالعطاء والخير.

التسامح في القاموس الإنساني، يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا، ولأشكال التعبير، وللصفات الإنسانية لدينا. وبهذا المعنى، فإن التسامح ليس قراراً يتّخذ، أو وجهة خاضعة للاختيار، إنما هو انعكاس لأهم قيم الإمارات من الإسلام المعتدل، واحتضان الحوار بين الثقافات، ونسج الصداقات مع جميع الأمم والشعوب، بغضّ النظر عن الثقافة أو الدين، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وتمكين المرأة، ودعم التعليم، ورفض العنف والتطرف، وتقديم المساعدة لمن يحتاجها، وتعزيز السلام والكرامة والازدهار للجميع.

التسامح شجرة نضرة في أرض الإمارات، وهو منهج حفره زايد في وجدان أبناء هذه الأرض الطيبة، الذين يتمثّلونه ثقافة راسخة، وسلوكاً يومياً، ويحافظون عليه، ويورّثونه من جيل إلى جيل.

Email