نحو كوكب آمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

قمة غلاسكو هذا العام قدّمت نسخة مختلفة عما سبقها، إذ إنّها باتت أقرب لهواجس البشر إزاء التغيّر المناخي وتداعياته. ففي هذه القمّة ثمّة تعهّد أيدته دولة الإمارات في رسالة قوية مفادها التناغم بين الحفاظ على الطبيعة وتحقيق التنمية الاقتصادية، الأمر الذي يتماشى مع نهج الإمارات في العمل من أجل البيئة وتحقيق استدامتها والحفاظ عليها للأجيال القادمة، وهذه قيمة غرسها الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

هذا التعهّد الذي أيّدته كذلك المفوضية الأوروبية و92 دولة من مختلف مناطق العالم يتضمّن التزاماً باتخاذ إجراءات عاجلة تهدف إلى حماية التنوّع البيولوجي والحفاظ على كوكب الأرض والعمل بشكل جماعي لتحقيق نتائج إيجابية للطبيعة والمناخ، والإدارة الفاعلة للمحميات كونها جزءاً من الحلول للمشكلات البيئية.

الإمارات باعتبارها عضواً فاعلاً في الأسرة الدولية، ويؤخذ بالاعتبار رأيها في المناسبات الكبيرة، تؤكّد الحاجة لمعالجة تحديات فقد التنوع البيولوجي والتغيّر المناخي، وتؤكد حرصها كذلك على حشد الجهود لإيجاد حلول مزدوجة تحافظ على البيئة وتعزز من العمل المناخي في آنٍ واحد، وتعد مواءمة أجنداتنا السبيل الوحيد لمواجهة فقد التنوع البيولوجي والحد من تداعيات التغير المناخي واتخاذ خطوات جماعية فاعلة تهدف إلى حماية كوكبنا وضمان مستقبل أفضل لأجيالنا الحالية والقادمة.

إدراك الإمارات الدور المهم الذي تلعبه المحميات الطبيعية في حماية النظم البيئية والتنوع البيولوجي، والحد من مسببات التغير المناخي والتكيف مع تداعياته، هذا الإدراك ليس تعبيراً عن حالة نظرية ومجرّدة، بقدر ما هو حالة واقعية، إذ إن دولة الإمارات تمتلك 49 محمية طبيعية، أي ما يعادل 15.5% من مساحتها الإجمالية.

ومن هذا المنطلق، فإن تأييد دولة الإمارات «تعهد القادة تجاه الطبيعة»، يجسّد التزامها الواعي أن تكون جزءاً من منظومة فاعلة دولياً تأخذ الخطوات اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة ووضع الطبيعة والتنوع البيولوجي على طريق التعافي وجعل الكوكب بيتاً أكثر صحيّة وأماناً للحياة.

Email