قيمة إماراتية متجذرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل التسامح إحدى القيم الأصيلة التي قامت عليها الإمارات، كما يمثل ركيزة أساسية لسعيها الحضاري من خلال نقل أسمى المبادئ الإنسانية إلى كل شعوب العالم، حيث تعد الدولة بما تبذله من جهود ومبادرات، نموذجاً ملهماً في ترسيخ الإخوة الإنسانية وإرساء ركائز التسامح، الذي يعد عماد حقوق الإنسان.

وغني عن القول إن قيمة التسامح المتجذرة عبر تاريخ الإمارات، تجلت بشكل ساطع في وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها في أبوظبي قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، لتؤكد دور الإمارات كقوّة للتوسّط والاعتدال ووطن للتسامح والتعايش، في فترة حرجة من تاريخ البشرية عبدت الطريق لحوار ديني حضاري على أعلى مستوى.

الإمارات التي تحتضن على أرضها أكثر من 200 جنسية يمثلون مختلف الأديان والثقافات والعادات، يتعايشون بأمن في وطن الإنسانية والسلام، استحدثت منصب وزير دولة للتسامح للمرة الأولى في فبراير 2016 في دلالة معبرة وسامية بأنه لا مكان للكراهية على أرض التعايش والسلام، التي لا تقبل بأي شكل من أشكال التمييز، بل عززت قيمة التسامح بإطلاق تسمية «جسر التسامح» على أجمل جسر مشاة في دبي على القناة المائية، بما يعكس ربط جسور المحبة بين كل الجنسيات التي تتعايش على أرضها الطيبة.

ولم تمضِ سنوات حتى أعلنت الدولة 2019 عاماً للتسامح تعزيزاً لهذه القيمة العظيمة التي تعد امتداداً لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فتنوعت الفعاليات في تعميق قيم التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب من خلال بثها في نفوس الأجيال الحالية والقادمة، فضلاً عن ترسيخ مكانة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح من خلال مجموعة من المبادرات والمشاريع الكبرى. الإمارات بلد الخير والتعايش والسلام، ستمضي قدماً في تعزيز نهجها بالانفتاح على العالم، وتوظيف قيم التسامح لبناء مستقبل مشرق للإنسانية.

Email