كلنا عُمان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن سلطنة عمان الشقيقة وحدها في مواجهة الإعصار المداري «شاهين»، بل إن قلوب العرب والإنسانية معها.

ومنذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها عن قرب وصول الإعصار إليها، كانت أنظار الإماراتيين تترقّب، وألسنتهم تلهج بالدعاء، أن يحفظ الله سلطنة عمان، قيادة وشعباً، وأن يجنّبها الشرور والكوارث، وأن يمر «شاهين» برداً وسلاماً على العُمانيين.

الإمارات التي استعدّت جيّداً لتأثيرات الإعصار عليها، وفي غمرة الاستعداد، ظلّت عينها موجّهة صوب السلطنة، لأن ما يُؤلم عُمان، يُؤلم الإمارات، وما يُفرح العمانيين، يُفرح الإماراتيين.

ليس الإمارات وحدها، بل إن الوجدان العربي والإنساني كلّه، كان مع عُمان ساعة بساعة، ولم تبرد حرارة القلق، إلا بعد أن أعلنت السلطنة، أن الإعصار تحول إلى عاصفة مدارية، أقل وطأة وخطراً.

وما من شك أن سيل الاتصالات الذي تدفق على القيادة في سلطنة عمان، من جانب أشقائها، وأصدقائها الكثيرين في العالم، تضامناً معها، يؤشّر إلى المكانة المرموقة التي تحتلها السلطنة في قلوب دول المنطقة والعالم.

صحيح أن الكوارث الطبيعية تستدعي التضامن والمواساة، لكن الصحيح أيضاً، أن التضامن الرسمي والشعبي العربي عموماً، والإماراتي خصوصاً، مع عُمان، يتجاوز منسوب المجاملة اللفظية والعلاقات العامة، ليجسّد حالة الاحترام الدائم لسلطنة عمان، وقيادتها الحكيمة، وشعبها الطيب.

وما من شك، أن السلطنة وقفت برباطة جاش في وجه الإعصار المداري «شاهين». استعدت له جيّداً، وواجهته بحكمة وخبرة، وسخّرت كل إمكاناتها لحماية مواطنيها والمقيمين على أرضها، وتوفير خيمة الأمان لهم.

صحيح أن الإعصار تمكّن من خطف عدد من الأرواح الغالية، وتدمير بعض الممتلكات، وإجلاء السُّكَّان من عديد المناطق، وغلق المدارس، وتعطيل حركة السَّير وحركة النَّقل الجوِّي، والصَّيد والملاحة البحريَّة، لكن يقظة الجهات المعنية في السلطنة، وحسن إدارتها للأزمة، جعلت الخسائر في حدّها الأدنى، ونستطيع القول إن عمان تجاوزت هذه المحنة باقتدار، حماها الله، وحمى كل شعوب الأرض.

Email