تصعيد يستهدف السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل مرة يلوح فيها أمل للسلام في اليمن، تبدّده الهجمات الحوثية بالصواريخ، والطائرات المسيّرة المفخخة.

فلم تجد تحركات المبعوثان الأممي والأمريكي إلى اليمن هانز غروندبورغ، وتيم ليندركينغ، المكثفة في عواصم المنطقة خلال الأسبوع الماضي، والتي تهدف إلى الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا تصعيداً مُكثفاً من قبل ميليشيا الحوثي لهجماتها، باتجاه المملكة العربية السعودية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة.

مبعوث الأمم المتحدة عقد قبل أيام قليلة أول لقاء له مع ممثلي الميليشيا في العاصمة العُمانية، وذلك بعد يومين على اجتماعات مكثّفة، عقدها مع مسؤولين يمنيين، وفي تحالف دعم الشرعية، وفي المقابل عاد المبعوث الأمريكي إلى الرياض مجدداً بعد يومين من مغادرته المدينة، برفقة المبعوث الأممي، حيث يعملان من أجل إزالة العوائق التي وضعتها ميليشيا الحوثي أمام القبول بخطة الأمم المتحدة لوقف الحرب.

وعلى وقع هذا النشاط الدبلوماسي، واصلت الميليشيا رفضها لخطة السلام المقترحة من الأمم المتحدة، كما واصلت التصعيد الميداني ضد المملكة العربية السعودية، وبات واضحاً للجميع أن محاولات الحوثيين استهداف المدنيين والأعيان المدنية في السعودية بطريقة منهجية ومتعمدة تعكس تحديها السافر للمجتمع الدولي، واستخفافها بالقوانين والأعراف الدولية، وهو تأكيد جديد للعالم أن هذه الميليشيا تتمادى في نهجها العبثي، وتواصل تدمير أية خطوة ممكنة للحوار والسلام، وتأكيد على تهديدها الخطير، ليس فقط لأمن واستقرار المملكة العربية السعودية، إنما أيضاً للأمن الإقليمي.

الخطوات التصعيدية للميليشيا باستهداف السعودية تؤكد وجود مخطط لديها لإفشال أية خطوات إيجابية لتحقيق السلام، ما يستدعي من المجتمع الدولي اتخاذ موقف فوري وحاسم، لوقف هذه الأعمال المتكرّرة، التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية وأمن المملكة، وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالمي، باعتبار أن استمرار هذه الهجمات يعد تصعيداً خطيراً، ودليلاً جديداً على سعي هذه الميليشيا إلى تقويض أمن المنطقة واستقرارها.

Email