الإمارات تحتضن العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحافظ دولة الإمارات على مكانتها كبقعة ضوء تجذب إليها أنظار العالم. ولكنّها خلال الأشهر الستة المقبلة وتزامناً مع استضافة معرض «إكسبو 2020 دبي»، ستتحوّل إلى وجهة السفر الأولى عالمياً، بحيث تحتضن ملايين الزائرين من شتى بقاع الأرض. هذه ليست توقّعات عائمة، إنما معطيات تؤكدها وقائع وأرقام القطاع الفندقي المحلي، إذ نمو أعداد الحجوزات الاستباقية طويلة الأمد، وكذلك معطيات هيئة الطيران المدني، إذ شهدت الأعداد الإجمالية للمسافرين إلى الإمارات في الشهر الماضي ارتفاعاً بـ207 في المئة، قياساً إلى الفترة نفسها من العام الماضي.

يحدث هذا رغم استمرار معاناة العالم من جائحة كورونا. ولكن الإجراءات الخاصة باحتواء الفيروس والتي اتخذتها الجهات المعنية في الدولة شكّلت أحد أهم عوامل تعزيز مكانة الإمارات كوجهة آمنة للسفر. وهنا أيضاً الوقائع تتحدّث، فالإمارات تتصدّر دول العالم في معدّلات توزيع اللقاحات، في حين تشهد الفحوص الخاصة بكشف الإصابة بالفيروس مستويات قياسية، وتضاف إليها قائمة طويلة من الإجراءات التي تصب في خانة العودة الآمنة للحياة الطبيعية.

كل ذلك وعوامل كثيرة غيرها عزّزت موقع الإمارات كأكثر وجهة مفضّلة للسياح من كل العالم. الخبراء ينظرون إلى المرحلة المقبلة باعتبارها خط الانطلاق الحقيقي للقطاع السياحي، بعد مرحلة استعادة التوازن وإعادة الضبط من خلال حزمة القرارات المهمة، وفي مقدّمها السماح باستقبال طلبات تأشيرات السياحة للسياح الحاصلين على اللقاح.

ومن المؤكد أن «إكسبو 2020 دبي»، وهو أحد أهم الأحداث العالمية زخماً وتأثيراً، سيرفع أسهم الإمارات لتتحوّل إلى أهم وجهة عالمية على مدى 6 أشهر، مع توقّعات بأن يستقطب المعرض ملايين الزوار من داخل الدولة وخارجها، ومن مختلف الجنسيات. وحين نتوقف عند هذا الحدث الاستثنائي فإنه يجب التذكر أن دوره لن يقتصر على الارتقاء بقطاع السياحة في الدولة فحسب، بل ستنعكس آثاره على ازدهار عدد كبير من القطاعات، إذ إن عناصر التطوّر تشكّل حلقات متّصلة في سلسلة واحدة.

Email