أفغانستان قضية إنسانية وسياسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع خروج آخر جندي أمريكي من أفغانستان، يفتح هذا البلد صفحة جديدة نوعياً بعد 20 عاماً من الحرب والدمار والضياع.

والآن إذ يدخل البلد هذه الصفحة الجديدة، ترنو عيون أبنائه لانطلاقة جديدة نحو السلام وإعادة الإعمار.

ثمة دول عديدة في المنطقة والعالم تبدي استعدادها لمساعدة الشعب الأفغاني والسلطات الجديدة في النهوض وترسيخ الاستقرار. وكانت دولة الإمارات من أوائل الدول التي طالبت بتعزيز التعاون والتضامن العالميين، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لدعم جهود تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في أفغانستان.

كما استحق الدور الرئيس المهم الذي لعبته الإمارات في عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من أفغانستان، إشادة العالم.

هذا الدور الذي لعبته الإمارات جنباً إلى جنب مع شركائها في المجتمع الدولي ليس مجرّد خدمة إنسانية للشعب الأفغاني، رغم أهميّة هذا الهدف ونبله، إنما تتجه الأنظار لما بعد هذه العملية الإجرائية لملامسة المستقبل القريب والأبعد لأفغانستان وشعبها، في مرحلة ما بعد الانسحاب العسكري الأمريكي والدولي.

وإذ تؤكد الإمارات أنها ستواصل العمل بلا كلل وبموازاة جهود باقي دول العالم، لضمان أن يعيش جميع مكونات الشعب الأفغاني في أمن وأمان وكرامة، فإن المرحلة الجديدة في هذا البلد المثخن بالجراح تتطلب تكاتف كل أبنائه وتعاونهم، من أجل تكريس حالة السلم الأهلي، باعتبارها البيئة الشرطية لتحقيق النهوض وإعادة البناء والتنمية.

صحيح أن المساندة الخارجية مهمّة وربما حاسمة في إنقاذ أفغانستان ووضعها على سكّة السلامة، ولكن العامل الداخلي الأفغاني يبقى أكثر أهميّة وحسماً، وهو الذي يحدد فاعلية وجدوى الموقف الدولي الداعم والمؤازر، أي أنه الحاسم في رسم مستقبل أفغانستان.

Email