السلام خيار عالمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن ما تشهده الساحة الدولية من تطورات ومستجدات ترتبط بأمن وسلامة الإنسانية جمعاء يتطلب ضرورة تغليب الحوار، وحل المشكلات وفق تسويات مرضية لجميع الأطراف، بما يسهم في إطفاء الحرائق المشتعلة هنا وهناك، وتخفيف حدة التوترات، ونزع فتيل الأزمات من أجل ترسيخ الأمن الإقليمي والدولي.

المجتمع الدولي في حاجة ماسة إلى تنحية الخلافات جانباً، وتقوية مجالات التكاتف، للحيلولة دون وقوع النزاعات ومعالجة جذورها، والعمل من أجل تسويتها بالطرق السلمية.

فالسلام والأمن الدوليان في ربوع العالم لن يتحققا من دون الحوار المستند إلى مبدأ المساواة والالتزام بأحكام القانون الدولي، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، واحترام مبادئ حقوق الإنسان، لكون هذه السياسة هي الطريق الأمثل لأمن عالمي مستدام.

إن عدد النازحين بسبب الحروب والأزمات في العالم تضاعف في السنوات العشر الأخيرة ليصل إلى 83 مليوناً، وهو عدد قياسي يستدعي تكريس ثقافة السلام كأداة رئيسية لإنهاء النزاعات، ومن الضروري تهيئة المناخات الملائمة للحوار، وتعزيز التعاضد الدولي في مواجهة تحديات العنف والإرهاب، بما يضمن بسط الاستقرار العالمي، ويجب أن تشكل الظروف الدقيقة، والمتغيرات المتسارعة، والتحديات الصحية، التي يواجهها العالم بسبب تداعيات الجائحة الصحية، دافعاً عالمياً لإنهاء الحروب والعمل نحو مستقبل مشرق، تعيش فيه الأجيال القادمة بأمن واستقرار وصحة وعافية.

وغني عن القول، إن الجهود الرامية إلى بناء السلام والحفاظ عليه ضرورية، ليس فقط عندما يندلع النزاع، بل وقبل ذلك بوقت طويل، من خلال البحث الخلاق عن حلول واقعية وناجعة ومستمرة للصراعات والحروب والكوارث، وإيجاد آلية عالمية قادرة على حل النزاعات سلمياً، وجعل البشر، على اختلافاتهم، متحدين، لبناء عالم ينعم بالسلام، مؤسس على الانفتاح وقبول الآخر.

Email