جرس إنذار للبشرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

إطلاق لجنة الأمم المتحدة المعنية بالمناخ تحذيراً شديداً من أن العالم يقترب بشكل خطير من الاحترار الجامح، وأن البشر يتحملون اللوم بشكل لا لبس فيه، يمثل جرس إنذار حقيقي بأن كوكب الأرض في خطر بحصول كوارث جديدة «غير مسبوقة»، ما يستدعي، ليس فقط تغييرات عميقة في سلوكيات الأفراد، وإنما أيضاً في سياسات الدول، وأن يكون هذا التقرير بمقام نقطة نهاية للفحم والوقود الأحفوري.

التغير المناخي حقيقة علمية وليس مجرد حدث عابر في حياة البشر، حيث لم تبقَ أي قارة في منأى عن هذه الكوارث، إذ صارت موجات الحر الشديد والحرائق والأعاصير بجميع أنواعها تجتاح عدداً من دول العالم، وقد شارف تغير المناخ على مراحل لا يمكن العودة منها، ولذلك لا مناص من العمل الدولي المتكاتف لتخفيف آثاره الضارة وانعكاساته الخطيرة على كوكب الأرض، والذي يتطلب الوفاء بأهداف اتفاق باريس، المتمثلة بإبقاء الاحترار العالمي لهذا القرن إلى أقل من درجتين مئويتين.

وغني عن القول، أن تحدي التغير المناخي لا يعترف بحدود وطنية، بل يهدد الحياة على كوكب الأرض بالكامل، وتحقيق التنمية المستدامة يتطلب منهجية شاملة، لذا يجب على الدول أن تكثف إجراءاتها على وجه السرعة للتكيف مع الواقع المناخي الجديد، والعمل على تأسيس تحالف عالمي حقيقي للالتزام بصافي انبعاثات صفرية مع قرب اجتماع غلاسكو حول المناخ في نوفمبر، من خلال توسيع استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وإنتاج الهيدروجين الأخضر كمصادر طاقة صديقة للبيئة، وقد أدركت دول كثيرة، وبينها الإمارات، أن الإدارة المحلية هي خط الدفاع الأول في قضية التغير المناخي، بانتهاج سياسة تنويع مصادر الطاقة بالتركيز على الطاقة المتجددة والنظيفة وتعزيز كفاءتها، إذ إن التكنولوجيات الجديدة وذات الكفاءة يمكن أن تساعدنا على الحد من صافي الانبعاثات وجعل العالم مكاناً لا تتهدده الكوارث المناخية.

Email