التعنت الحوثي مع جهود السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصل ميليشيا الحوثي سياسة التعنت بوضع شروط تعجيزية للحوار مع تعيين الأمم المتحدة لمبعوثها الجديد إلى اليمن الدبلوماسي السويدي هانس غروندبرغ في تقويض جديد لجهود التهدئة، ورفض صريح للحلول السلمية، ما يؤكد مضيها في مخططها الانقلابي، واستمرار سياساتها التدميرية الرامية لنشر الفوضى والإرهاب في المنطقة، والاستهتار بالجهود الأممية لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن.

ولا شك في أن ممارسات الحوثي تؤخر أفق أي حل في اليمن، فمنذ بداية الانقلاب على اليمن لم تترك الميليشيا لأي مفاوضات أن تقول كلمتها، حيث لم تقدم مراراً وتكراراً أي نية حسنة للسلام، اعتقاداً منها بأن هـذه المنهجية هي سبيلها في تحقيق أجنداتها التوسعية، ومواصلة مخططاتها الانقلابية، حيث تصر في كل مناسبة على عرقلة مسار الحوار بحجج واهية، لمواصلة إراقة الدماء وامتهان حياة المدنيين، والتدخل في الشؤون اليمنية، وزعزعة الاستقرار والأمن الإقليمي، إذ إنها حريصة على فض أي مبادرات للسلام تأخذ بعين الاعتبار الأسس الموضوعية لتحقيق سلام حقيقي، كما أنها تعمل على إطالة الحرب، من خلال تصعيد هجماتها في الداخل اليمني، ومحاولة استهداف السعودية، ما يتطلب ضغطاً دولياً صارماً لإلزام الحوثيين على الانصياع للقرارات الدولية، والذهاب بنوايا صادقة وعقول منفتحة إلى طاولة المشاورات، والوصول إلى سلام حقيقي يضمن للشعب اليمني استعادة دولته وحريته وسيادته وقراره، فالمجتمع الدولي لديه مصلحة في إرساء السلام، لما يشكله الحوثيون من خطر على الأمن الإقليمي.

الشعب اليمني يدفع يومياً ضريبة رفض الحوثيين السلام، حيث يعانون من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، من فقر وجوع وتنكيل، وعلى المجتمع الدولي حماية اليمن من أسوأ مصير ينتظره، بتفعيل القرارات الدولية ذات الشأن، وإجبار الحوثيين على الانصياع للسلام، وإلزامهم بتنفيذ متطلبات الحل السياسي.

Email