ليبيا وتفعيل خارطة الطريق

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقف ليبيا اليوم في مفترق طرق حقيقي، وتنتظر أياماً حاسمة لصون ما تم تحقيقه من إنجازات، وتفعيل خارطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار السياسي بجنيف، بالتمكين من إجراء الانتخابات في موعدها المحدد دون أي تأجيل، حيث إن الظروف لا تسمح بمراهنة سياسية أخرى قائمة على الصراعات الدينية، بل إن احترام المواعيد الانتخابية يمثل نقطة فاصلة في مسار إنقاذ البلاد وصون وحدتها.ولا بد من الإشارة إلى أن الوقت الحالي ليس مناسباً لإجراء أي تغييرات من شأنها تعطيل المسار السياسي، وسد الطريق في وجه أي تطور جاد نحـو السلام والاسـتـقرار، بل من الضروري الاتفاق على القاعدة الدستورية، وتهيئة المناخ اللازم لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها، وتأجيل الأمور الثانوية التي يمكن حلها لاحقاً، حيث إنه بدون توافق لن تنجح ولن تقفز ليبيا إلى الأمام.

لا شك أن الوضع سيستقيم في ليبيا إذا ما تم تجاوز الخلافات، فالحلول السياسية لا زالت متاحة وليست مستحيلة، باعتماد الحوار كنهج لإدارة الأزمة بين مختلف الفرقاء الليبيين، وترسيخ صور الولاء والانتماء للوطن، والتصميم والعزيمة لمجابهة شتّى أنواع التدخلات الخارجية بالكيفية التي ملكت بها البلاد القدرة على الانتصار على الإرهاب، وبعث المصالحات الوطنية.

خلاصة القول إن الليبيين استبشروا خيراً، وارتفع سقف توقّعاتهم بعد انتهاء العواصف التي غيبت البلاد لسنوات، لذا آن الأوان للعمل على إنهاء الانقسامات، وتحمل المسؤولية وتقاسمها انطلاقاً من المصلحة العليا للبلاد، بما يساهم في التأسيس لدولة المواطنة وبناء مؤسسات سياسية وإدارية فاعلة وقادرة على مواجهة أي تطرف، عندها ستغيب المواقف المتشددة عن الأنظار، وستتحول إلى حلقات ضعيفة، وما كان صعباً في السابق سيصبح سهلاً وقابلاً للتطبيق في ظل دولة القانون.

Email