الوقف وقيم التكافل

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخير والإحسان قيمتان راسختان في مجتمع الإمارات، فلا يكاد يمر يوم إلا ونشهد مبادرة هنا أو مشروعاً هناك يعود بالفائدة على المجتمع، وخاصة الفئات الأكثر احتياجاً للتكافل. جديد هذا العطاء، أوقاف خيرية في دبي، تنوعت ما بين عقارات ورخص تجارية أعلنت عنها مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر، خلال استقبالها ثلاثة مواطنين محسنين وثنائها على مشروعاتهم الوقفية، لإسهامها في دعم التعليم والصحة والغارمين والأيتام. هذه المبادرة تقدم دليلاً آخر على ثراء المجتمع الإماراتي بقيم العطاء والإحسان، وبالقدوة في الخير الذين يدركون أهمية الوقف، ويوقفون عقارات ومشروعات تجارية لخدمة المصارف الخيرية والإنسانية، بما يعود بالنفع على الفرد والأسرة والمجتمع. كما تشير إلى ضرورة تعزيز مفهوم الوقف لدى الناس، كركن أساسي في المجتمعات، لتحقيق التكافل بين أفرادها، وإبراز أهمية الدعم الذي يقدمه أصحاب الأيادي البيضاء، لأوسع شريحة من المستحقين.

وإذا كانت هذه القيم الحية لا تزال حية في المجتمع، فإن ذلك ينبع من وعي متجذر وإيمان بما تعلمنا وسرنا على هديه، وترجع مشروعيته وفضله إلى عموم حديث النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- حين قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له». هكذا كان الوقف صورة من أروع صور التكافل والحضارة الإسلامية، وتجلى في مساعدة الفقراء وطلبة العلم، ودعم الطب والزراعة وغيرها من الأمور المجتمعية الملحة.

خلاصة القول، إن الوقف بمفهومه الواسع هو الصورة الأوضح للصدقة التطوعية الدائمة، وله ما يميزه عن غيره، باتساع آفاق مجالاته، والقدرة على تطوير أساليب التعامل معه، وهو بذلك مصدر مهم لحيوية المجتمع وفاعليته، وتجسيد حي لقيم التكافل التي تنتقل من جيل إلى آخر، مجسّدة وعي الفرد بمسؤولياته الاجتماعية.

Email